kayhan.ir

رمز الخبر: 87106
تأريخ النشر : 2018December15 - 20:50

اميركا انهت الرهان على بن سلمان


ما يستوقفنا ويستوقف كل لبيب ان يخرج الكونغرس الاميركي بشقيه الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون والنواب الذي سيكون لاحقا الاغلبية فيه للديمقراطيين بموقف موحد في توبيخ الرئيس ترامب ومعارضة مواقفه في اهم قضيتين تمس السياسة الاميركية ومصالحها، احداها ما يطلق عليه الحليف الاستراتيجي وهي السعودية وحاكمها الفعلي بن سلمان والثانية حول دورها في حرب اليمن التي هي حرب النيابة، امر غير معقول وفق الحسابات المادية لكن عندما تنظر لجوهر القضية التي تمس المصالح الاميركية ومخاطرها تتذكر مقولة تشرشيل "ليس هناك عدوا دائم او صديق دائم بل هناك مصالح دائمة".

وبعد التجارب المريرة التي مر بها العالم خاصة والعالم الاسلامي عامة في خضوعه للهيمنة الغربية وما مر به حقب متوالية سواء في الاحتلال الاستعمار والوصاية واليوم بشكله السياسي والثقافي ثبت له وبالضرس القاطع ان الغرب واميركا بالذات لا تتحرك الا من اجل مصالحها ومصالحها فقط وهذا هو الواقع، فلا قيّم ولا اخلاقيات ولا حقوق انسان في الغرب فهذا ما نلمسه على طول الخط في تعامله مع قضايا العالم الاسلامي ولسنا بحاجة لسوق المزيد من الادلة.

ان الكونغرس الاميركي ورغم الخلافات الحزبية فيه توصل الى قناعة اذا ما استمر الرئيس ترامب بحماقته وتهوره سيدمر المصالح الاميركية في المنطقة وستخرج السعودية من العباءة الاميركية كما خرجت ايران، لذلك لابد من اتخاذ قرارين الاول التخلص من بن سلمان الذي اصبح ورقة محروقة والثاني وقف الدعم العسكري للسعودية في حربها على اليمن اولا لابعاد الانظار عن دورها والاخر مساعدة ال سعود لانزالهم من الشجرة لان هذه الحرب اصبحت عبثية ولم تحقق اي من اهدافها بسبب عجز دول تحالف العدوان عن اداء دورهم الوظيفي وهذا ما سبب ازمة اضافية للرئيس ترامب الذي يواجه اساسا ازمة بن سلمان حيث حول اميركا لاكبر مدافع عن اشرس جزار وسفاح في العصر مبررا ذلك هو وصهره كوشنر بان "تمسكنا ببن سلمان هو لاتمام صفقة القرن"، رضوخا للارهابي نتن ياهو الذي يصف بن سلمان بالحليف الفاتح والناصر لنا والذي كنا تنتظره منذ خمسين عاما.

السؤال المطروح هل ستحقق ادارة ترامب طموحها المتهور والواهي في تنفيذ "صفقة القرن اعتمادا على عملائها ومن هم في ركبها دون حضور الطرف الرئيس الذي هو الطرف الفلسطيني، فطبيعي ان تكون الاجابة لا والف لا ومهما كان الاميركيون بلهاء ففيهم من يتفهم الواقع ويدرك جيدا انه لا وزن لبن سلمان خاصة بعد ان شوّهت صورته بعد تقطيع خاشقجي بالمنشار وسقوط المملكة بهذا الشكل الفظيع ان يعمل قمة مع نتن ياهو وبمشاركة الرئيس ترامب ليظهر على انه رجل سلام تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن، انه عمل صبياني لا اكثر.

لكن ما تبيته الدولة العميقة فعلا في اميركا كما هو معمول في استراتيجيتها انها لا يهمها من يكون على رأس السلطة بقدر ما يهمها مصالحها وهذا ما فعلته مع شاه ايران وصدام ومبارك وبن علي اذا من هو بن سلمان حتى تفرط في مصالحها على حسابه.