kayhan.ir

رمز الخبر: 86976
تأريخ النشر : 2018December12 - 20:44

ترامب يعيش كابوس عزله


التصريحات النارية التي ادلى بها الرئيس الاميركي ترامب امس الاربعاء لمجلة "بولتيكو" الاميركية حول تداعيات عزله من منصبه والتهويل بعيدا بان الشعب الاميركي سيثور اذا ما تم التصويت بحجب الثقة عنه، يعكس مدى الهاجس الكبير والكابوس الذي يعيشه الرئيس ترامب هذه الايام جراء سياساته الحمقاء والطائشة داخليا وخارجيا وهذا امر طبيعي وعليه ان يحتمل وزر ما جنته يداه، لكن هل سيحصل ذلك ام لا؟ فهذا متروك للمستقبل ليجب عليه وهذا يتوقف على تحرك الديمقراطيين في مجلس النواب ان استطاعوا استقطاب نواب جمهوريين الى جانبهم لان اصواتهم وحدها لا تكفي لحجب الثقة عنه.

وقد سبق هذا التصريح الذي ينم عن عظمة الجنون لدى هذا الرجل، تصريح آخر ادلى به لشبكة "فاكس نيوز" قال فيه: "انه في حال عزلي ستنهار الاسواق وان الجميع سيصبحون فقراء"، وهذا ما يحمل في طياته تهديدا قاسيا ومباشرا للاميركيين، أما أنا وأما البؤس والفقر؟! وهذا ما يذكرنا بقادة الاستبداد والدكتاتورية في منطقتنا عندما يصنفون انفسهم في خانة "القائد الاوحد" ولا وجود لغيرهم.

على ما يبدو ومن ملامح هذا الرجل انه قد فقد اعصابه وتوازنه وهو في طريق الى الانهيار، لتراكم الملفات والفضائح التي تلاحقه قضائيا بدءا بملف الانتخابات والتدخل الروسي فيها ومرورا بفضيحة نجمتي الافلام الاباحية وكذلك تورط مقربين منه كصهره كوشنر في قضايا الفساد المالية وانتهاء بملف خاشقجي الذي بات يضيق الخناق عليه بسبب الجدل الدائر في الكونغرس حوله من جهة ودفاعه المسميت عن محمد بن سلمان من جهة اخرى وهذا لم ينطلق من مبدأ انساني أو اخلاقي فلا يتوهم البعض، وان كانت بشاعة الجريمة ودموية السفاح محمد بن سلمان قد اثارت الرأي العام العالمي واصبحت قضيته لكن الذي دفع بها الى الواجهة هو وقوعها قبيل الانتخابات النصفية مما استغلها الديمقراطيون ليعلنوا الحرب على ترامب ويسقطوا حزبه في الانتخابات وهذا ما حصل، فمن الذي لا يعرف اليوم بانه لا قيّم ولا اخلاقيات في الغرب فهناك الآف الجرائم على شاكلة خاشقجي قد حدثت وتحدث في الغرب وفي دول الاستبداد العربي وغيرها دون تحدث مثل هذه الضجة، لانه لا شيء يعلو على المصالح في الغرب مهما كانت فجيعة وغير انسانية. فموقفهم الفاضح والعلني لدعم دويلة الارهاب الصهيوني على مدى عقود وبيعهم السلاح للنظام السعودي الذي يستبيح اليمن وشعبه وعشرات القضايا الاخرى، ادلة صارخة على انهم اول المنتهكين لحقوق الانسان وحق الشعوب في الحياة وان شعاراتهم المزيفة حول حقوق الانسان والديمقراطية والتي يستخدمونها دوما ضد الدول المعارضة لهم فقط، اصبحت نكتة سخيفة ورمتها الشعوب الحرة والشريفة في مزبلة التاريخ.

واليوم فان اصرار الديمقراطيين على ملاحقة ملف خاشقجي هو لاخراج ترامب من البيت الابيض وليس شيئا آخر وصراخ الاخير هو ايضا لهذا السبب لانه يعلم مادام هو في البيت الابيض سيكون محميا من الملاحقات القضائية لكن بخروجه ستنهال عليه الكوارث.