باريس – وكالات انباء:- إجتاح العنف والاضطرابات نحو (400) مدينة وبلدة فرنسية في الأسبوع الرابع من الاحتجاجات التي أطلقهتها حركة "السترات الصفراء"، حيث شهدت التظاهرات الحاشدة مواجهات وصدامات عنيفة بين المحتجين والشرطة الفرنسية وسط إجراءات أمنية استثنائية، أدت الى سقوط عشرات الإصابات بين المحتجين ورجال الشرطة، واعتقال أكثر من 1700 متظاهر.

وقدّرت وزارة الداخلية الفرنسية عدد متظاهري السترات الصفر بـ136 ألفاً على كافة الأراضي الفرنسية، وعدد الموقوفين من قبل الشرطة بلغ 1723 شخصاً.

وشملت الاحتجاجات والتحركات الميدانية أربعمائة مدينة وقرية فرنسية فضلاً عن التحرك الرئيسي في باريس سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع 98 ألف شرطي انتشروا في أنحاء فرنسا.

ولم تقتصر التظاهرات على العاصمة باريس بل امتدت الى العديد من المدن الرئيسية الفرنسية ولا سيما مدينة ليون وتولوز حيث خرج المحتجون للتنديد بسياسة الرئيس الفرنسي وحكومته.

وفي تعليق مقتضب، توجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالشكر للقوى الأمنية على شجاعتها ومهنيتها الاستثنائية، وفق ما ورد في تغريدة له على "تويتر".

رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب قال إن الحوار ما زال مطروحاً بعد خروج تظاهرات جديدة للسترات الصفر، مشيراً الى أن الرئيس الفرنسي سيعلن عن إجراءات جديدة في وقت لاحق.

وأشاد فيليب خلال مؤتمر صحافي بنجاح الخطة الأمنية في مواجهة الاحتجاجات، مضيفاً: إن مخربين كانوا بين المتظاهرين، وقد تم التصدي لهم، مشيراً إلى أن وقت الحوار مع السترات الصفر لا يزال قائماً.

من جانبه فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إصابة 118 شخصاً بينهم 17 من قوات الأمن في المواجهات.

وأعلن كاستانير منتصف الليلة قبل الماضية أن الشرطة استجوبت 1385 شخصاً خلال تظاهرات أصحاب السترات الصفر واعتقلت منهم 974 شخصاً.

وكانت الشرطة الفرنسية قد نفذت هجوماً ترافق مع إطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع على المحتجين في الشانزيليزيه بعد عمليات كر وفرّ بين الطرفين، في وقتٍ تتواصل فيه التظاهرات الحاشدة في إطار السبت الرابع لحراك حركة "السترات الصفر" وذلك وسط اجراءات أمنية استثنائية، وفقا لما نقلته قناة تلفزيون ” بي إف إم تي في”.

وتطالب الحركة بتحسين أوضاع المعيشة، وخفض الضرائب، وإيجاد حل لهبوط القيمة الشرائية، كما يطلبون من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بأن يستمع اليهم متهمين إياه بـ ” العجرفة والتكبر”.

هذا وكشفت وكالات الانباء أن احتجاجات "السترات الصفراء" التي تعصف بفرنسا انتقلت الى كل من بلجيكا وهولندا، اللتين شهدتا يوم السبت، تحركات مماثلة.

وأطلقت الشرطة البلجيكية، الغاز المسيّل للدموع، واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين ارتدوا سترات صفراء بالقرب من مكاتب الحكومة والبرلمان.

وحطم متظاهرون لافتات الشوارع وإشارات مرور بالقرب من حاجز للشرطة بعد منعهم من الوصول إلى مكتب رئيس الوزراء تشارلز ميشيل في العاصمة بروكسل، ورددوا شعارات تطالبه بالاستقالة.

ورشق عدد من المتظاهرين رجال الشرطة بالحجارة وأطلقوا عليهم ألعابا نارية، وقالت الشرطة إن حوالي 400 متظاهر تجمعوا في المنطقة، احتجاجا على سياسات الحكومة.

وأوقفت الشرطة 70 شخصا قبل تظاهرة "السترات الصفراء" في العاصمة بروكسل، وقالت المتحدثة باسم شرطة بروكسل، إلسي فان دي كيير: "أحصينا توقيف نحو سبعين شخصا بعد عمليات التدقيق التي أجريناها بشكل وقائي"، وفق ما نقلت فرانس برس.

وأفاد مراسل فرانس برس عن نشر حواجز للشرطة حول الحي الأوروبي حيث تقع الهيئات الأوروبية (المفوضية والمجلس والبرلمان) لمنع دخول السيارات والمارة.

وبحسب وكالة الانباء البلجيكية (بيلغا)، أغلق بعض محتجي "السترات الصفراء" الطريق السريعة في اتجاه مدينة ريكيم الواقعة في فلاندر الغربية قرب الحدود مع فرنسا.

وفي هولندا، تجمع حوالي 100 شخص في مظاهرة سلمية خارج البرلمان الهولندي في لاهاي، واحتجزت الشرطة اثنين من المتظاهرين على الأقل وسط أمستردام.