kayhan.ir

رمز الخبر: 86582
تأريخ النشر : 2018December05 - 20:41

هزيمة أخرى


بعد خروج الادارة الاميركية الحالية برئاسة ترامب على الاتفاق النووي والذي يعد انتهاكا صارخا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، باتت هذه الادارة تشعر باحراج مستمر نتيجة العزلة الدولية التي تعانيها جراء خطوتها اللامسؤولة لذلك تبحث هي باستمرار عن ذرائع توفر لها الغطاء لتبرير ما اقدمت عليها لكنها في كل مرة تصطدم بحقائق الامور وترتد صاغرة تجر باذيالها.

فبعد انتكاستها الكبيرة وفشلها، في فرض العقوبات على ايران، راحت تروج لاكاذيب واتهامات لا اساس لها من خلال تفسيرها الخاطئ والمتعمد للقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن حول البرنامج الصاروخي الايراني وتحريض كل من بريطانيا وفرنسا لدعوة مجلس الامن الدولي للانعقاد لمناقشة انتهاك ايران للقرار المذكور بهدف تشويه صورة ايران والضغط عليها.

وفعلا عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا يوم الثلاثاء لمناقشة الموضوع لكنه انفض دون ان يتوصل الى اي منتج حسب تصريح المندوب الكويتي الرئيس الدوري لمجلس الامن الذي اضاف انه "لم يحصل اجماع على ذلك ولا يوجد اي اتفاق حتى حول كيفية متابعة الملف".

فالاخفاق الاميركي كان متوقعا وطبيعيا لخلو القرار 2231 من اي بند يشير


الى حظر النشاط الصاروخي الايراني وهذا ما اعترفت به الادارة الاميركية السابقة وحتى الحالية لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما جدوى هذا التهويل المتعمد لواشنطن في تأليب الراي العام العالمي ضد ايران، في وقت تعلم ان مساعيها العبثية هذه لا تفضي الى أي شيء لكن يبدو انها ومن خلال هذه الضغوط تمني نفسها بان تتخلى ايران عن اقتدارها العسكري وقدرتها الصاروخية للاغراض الدفاعية الذي هو حق مشروع لايران كما هو لكافة دول العالم حسب القانون الدولي لان صوارخها تحمل رؤوسا تقليدية وليست نووية. لكن اميركا المجبولة على النفاق المكابرة لا تكف عن روحها الاستكبارية في استغلال مجلس الامن الدولي لتمرير مآربها الخاصة والعدائية ضد ايران وهذا ديدنها ما لم تصطدم بجدار الواقع الذي يهشم راسها وترتد خائبة الى الوراء.

والمضحك المبكي ان اميركا وبريطانيا وفرنسا الذين هم مصدر التوتر وزعزعة الاستقرار من خلال تصديرهم السلاح الى دول المنطقة وتأجيجهم للحروب فيها والانكى من كل ذلك ان هذه الدول الاستكبارية الجاثمة على ترسانات السلاح وتمتلك آلاف الصواريخ ذات الرؤوس النووية هي من تهدد السلام والاستقرار العالمي، تتهم ايران بان صواريخها التقليدية الدفاعية هي مصدر قلق للسلام الاقليمي. يالها من سخافة ووقاحة ان هذه الدول المتورطة في سفك دماء شعوب المنطقة والتي تعبث في استقرارها وأمنها تتحدث بهذا النفس في وقت هي آخر من يحق لها التحدث في هذا الشأن.