kayhan.ir

رمز الخبر: 86564
تأريخ النشر : 2018December05 - 19:52

بين المزاعم والتمويهات.. تتجلى الحقيقة التي لا تحجبها الغيوم


عبدالهادي الضيغمي

بعد أكثر من ثلاثة أشهر من السعي الأمريكي الدؤوب لتأليب الرأي العام العالمي ضد ايران، أخيرا نجح وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بإقناع نظيريه البريطاني والفرنسي، ليدعوا لإجتماع لمجلس الأمن لبحث ما روجت له واشنطن تحت عنوان "إنتهاك ايران لقرار 2231" الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

بومبيو وباقي الطاقم المهيمن على البيت الأبيض راهنوا هذه المرة وإلى جانب عقوباتهم غير الشرعية على إيران، راهنوا هذه المرة على اركاع طهران أمام الإرادة الأمريكية وحليفاتها التقليديات. فقد جند سمسار البيت الأبيض كل ما لديه من مرتزقة وأعوان، وتخويف الأنظمة المهزوزة أساسا، وأشبع كل وسائل الإعلام التي تدور في الفلك الصهيو – الأمريكي، لتطبل وتزمر أن ايران باتت تنتهك الإتفاق الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن ايران بعد اتفاقها مع المجموع السداسية الدولية. ولم تكن هذه المساعي لأمريكا وحليفاتها جديدة على ايران وشعبها، لكن ما يميز الجهود الصهيو- أمريكية هذه المرة عن سابقاتها، هو ان أمريكا سعت لجر حليفاتها الى مزاعمها دون ان تسمح لهم بمراجعة مزاعمها، ولا التأكد من صحتها وسقمها. وهذا ما يكشف عن أهم النوايا المبيتة لواشنطن ضد ايران، وسنحاول التطرق الى ثلاثة نقاط منها.

أولا ان التهويل الأخير اثبت ان الغوغائية والعداء يهيمنان على كل المخططات التي تريد واشنطن تنفيذها ضد ايران وسياستها في المنطقة، وبعبارة اوضح أن امريكا لاتريد لإستمرار الأمن والسلام لا في داخل ايران ولا في محيطها الإقليمي. وما يدور في الدول المحيطة بإيران من دعم للإرهاب والإرهابيين وزعزعة الأمن والسلام في البلدان المجاورة لإيران، خير دليل على ذلك.

ثانيا أن امريكا أرادت النجاح في مجرد عقد إجتماع لـ"مجلس الامن" حول إنتهاكات ايران لقرار 2231، حتى لو لم تحصد منه اي نتيجة ليكون سابقة في مجلس الأمن على أنه عقد إجتماعا حول ما قيل عنه "إنتهاكات ايران لقرار 2231"، وقد بلغ العباء بالمجتمعين الى حد أنهم سارعوا للمشاركة في الاجتماع حتى قبل التأكد من مضمون القرار. وهذا ما يعكس حالتين تقفان خلف الإجتماع لا ثالث لهما، فالحالة الأولى ان واشنطن ضغطت على الدول التي وافقت على عقد اجتماع مجلس الأمن تحت هذا العنوان، وأفقدتها أي خيار لمراجعة القرار أو التأكد من فحواه، والحالة الثانية أن أمريكا قطعت مع الدول المعنية وعودا، منها تقسيم الكعكة الإيرانية في ما بين الدول الكبرى المعنية، إذا ما تمكنت من استصدار قرار جديد ضد ايران.

ثالثا أن امريكا وبتهويلها للخطر الإيراني المزعوم المتمثل بزعم إجراء إيران تجارب صاروخية، تعتبر إنتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2231. في حين ان القرار لايتطرق لا من قريب ولا من بعيد للتجارب الصاروخية الايرانية، وانه يقتصر على ما توصلت اليه المجموعة السداسية الدولية حول النشاطات النووية السلمية الايرانية.

وفي الختام يجمع المراقبون ان أمريكا بعد أن يئست من فرض حظر شامل على ايران أو دفعها الى عزلة دولية، باتت تراهن على تهويلات لا أساس لها من الصحة، بل انها تبقى خاضعة لتجييش المشاعر والتأليب ضد ايران، ولم يكن اجتماع مجلس الامن يوم امس الثلاثاء الاول من نوعه في هذا المجال ولا خاتمة للمؤامرات الامريكية ضد ايران، وأمامنا اجتماع الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي تحت عنوان "إجتماع دول مجلس التعاون" الاحد القادم، وسيكون شاهدا على الإملاءات الامريكية على عميلاتها الإقليميات. والأيام بيننا.