kayhan.ir

رمز الخبر: 85672
تأريخ النشر : 2018November18 - 20:48
مقرين بنجاحها في تعطيل نحو 70% من عمليات التجسس الأميركية بين أعوام 2009 و 2013..

ضباط سابقون في وكالة الاستخبارات الاميركية: ايران اخترقت شبكة اتصالات فائقة السرية للـ "سي آي إيه"



* الإيرانيون نجحوا في زراعة عميل مزدوج قادهم لنظام الاتصالات السرية لوكالة المخابرات المركزية يسمح للوكلاء ومصادرهم بالتواصل عن بعد

* خبراء ايرانيون في المجال الإلكتروني تعقبوا عملاء الوكالة خارج حدود بلادهم، مع حلول عام 2013 من ضمنها اليمن والصين

* الصين قتلت أكثر من 20 عميلاً للمخابرات الأميركية عامي 2011 و2012، نتيجة لذلك الخرق وهزت الكارثة أجهزة الأمن القومي

* السي آي إيه تشعر بالصدمة بسبب بساطة التقنية المستخدمة من قبل الايرانيين للكشف بنجاح عن النظام المعقد المستخدم من قبلها

طهران – كيهان العربي:- "نجحت ايران في تعطيل نحو 70% من عمليات التجسس الأميركية عبر اختراقها وقرصنتها لشبكة اتصالات فائقة السرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية بين 2009 و2013".

ونقلت وسائل اعلام اميركية عن مجموعة ضباط سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية، حيث أوضح الضباط أن عملية الاختراق "ابتدأت في ايران وتشعبت لمصادر في دول أخرى منها الصين. مما يدل على قصور أداء وعدم كفاءة قيادات رفيعة المستوى في قمة هرم السي آي إيه".

لكن الأمر ليس صدفة وفق تصريح ضابط سابق في الوكالة من خارج المجموعة لم يفصح عن اسمه. الضابط الذي أمضى قرابة 15 عاماً كموظف في أجهزة استخبارات جزم بأن مسألة الاختراق والتجسس الالكتروني الايرانية "ليست صدفة، بل ثمرة معضلة بنيوية تعاني منها الأجهزة.. بالإضافة لحالة الاسترخاء بين القيادات العليا".

ولفتت المجموعة المذكورة الى حجم تأثير الاختراق الذي جاء على نطاق عالمي ولم تتم معالجته من قبل الوكالة، "على الرغم من إشارات التحذير لما كان يجري.. أرسلها الخبير الأمني المتعاقد جون ريدي عام 2008"، والذي كان من ضمن مهامه "تحديد (هوية) العملاء في إيران والاتصال بهم والإشراف عليهم" نيابة عن الوكالة.

وأوضح "ريدي" ماهية مؤشرات القرصنة الإيرانية بالقول "مع تصاعد جهود (الوكالة) لتجنيد العملاء في ايران، بدأنا نرصد سلوكيات خارجة عن المألوف في إجراءاتنا.. مصادرنا (الاستخباراتية) اختفت فجأة ودون تفسير وأوقفت كافة قنوات الاتصالات" هناك. وتابع أن "البنية التحتية لشبكات الاتصالات الأميركية أضحت محاصرة".

ونُقل عن "ريدي" قوله عام 2010 إن مسؤوليه في الوكالة أبلغوه لاحقاً بعد خروجه القسري من وظيفته بصحة توقعاته "لسيناريو اختراق تجسسي مرعب" لشبكات الاتصال وقضي الأمر.

وينسب "ريدي" سبب "إهمال" الوكالة لتحذيراته لفرط اعتمادها على السبل التقنية "والاستخفاف بقدرات الأطراف الدولية الأخرى. ولتبنيها الاعتقاد السائد بأن التطورات التقنية تشكل حلاً لكافة الصعوبات التي تواجه قطاع الاتصالات".

وأكدت مجموعة الضباط السابقين في الوكالة كلام ريدي عندما اعتبرت أن "السي آي ايه" لم تتعامل "مع الأمر بالجدية المطلوبة إلا بعد نحو سنتين بالتزامن مع كشف الصين عن مجموعة من عملاء الوكالة وتنفيذ حكم الإعدام بهم عامي 2011 و 2012"، أحدهم قال إن الصين تعرفت على هوية نحو 20 عميلاً نالوا القصاص.

ونقلت الأجهزة الإعلامية عن أحد أولئك الضباط السابقين قوله إن "خبراء إيرانيين في المجال الإلكتروني تعقبوا عملاء الوكالة خارج حدود بلادهم، مع حلول عام 2013، ومن ضمنها اليمن، ونفذوا إلى بيانات أجهزة اتصال الوكالة، مما حدا بكبار مسؤوليها للدعوة لعقد اجتماعات طارئة في مقر الوكالة بعد إقرارهم بنجاح مساعي إيران بقرصنة الأجهزة" ليس التي تخص إيران فحسب بل المختصة بمناطق ودول أخرى.

ويقول تقرير أخبار "ياهوو"، أنه في عام 2013 انشغل مئات الضباط بالمخابرات المركزية الأمريكية طيلة عدة أسابيع فى محاولة إنقاذ نظام الاتصالات السرية عبر الإنترنت والذى تستخدمه الوكالة للتعامل مع عملائها فى مختلف أنحاء العالم، وعملت فرق من خبراء المخابرات المركزية بشكل مكثف لإنقاذ مواقع إلكترونية كانت تستخدم سراً لهذه الاتصالات، وهو ما وصفه مسئول رفيع سابق بالوكالة بالكارثة، حسب تقرير نشره موقع ياهوو نيوز.

ويستند التقرير، حول فشل نظام الاتصالات العالمي للمخابرات الأميركية، لحوارات أجراها الموقع مع 11 مسئولاً سابقاً بالاستخبارات الأميركية ومسئولين حكوميين.

من عام 2009 الى عام 2013، عانى مجتمع المخابرات الأميركية من إخفاقات استخباراتية مرتبطة بنظام اتصالات سرى يستند الى الإنترنت، وهو وسيلة أساسية للمراسلة عن بعد بين ضباط الوكالة ومصادرهم على الأرض فى جميع أنحاء العالم، بدأت الأزمة فى ايران وانتشرت فى بلدان أخرى، وتم إهمالها وعدم إصلاح العطل، ثم تم قتل أكثر من 20 مصدراً فى الصين في عامي 2011 و2012، نتيجة لذلك الخرق.

وهزت هذه الكارثة أجهزة الأمن القومي، من وكالات المخابرات المتعددة، ولجان المخابرات التابعة للكونغرس، والمتعاقدين المستقلين وهيئات الرقابة الحكومية، وقال أحد المسئولين السابقين: «عندما تحدث هذه الأنواع من الفشل، فإنها تكون مظلمة وسيئة للغاية، وهي لا تنتهي».

يشير تقرير "ياهوو" الى أن واحدة من أكبر إخفاقات الاستخبارات في العقد الماضي بدأت في إيران فى عام 2009، عندما أعلنت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عن اكتشاف منشأة إيرانية سرية للتخصيب - كجزء من حملة ضد المشروع النووي الايراني.

ورغم أن الايرانيين لم يحددوا بالضبط كيف اخترقوا الشبكة، إلا أن اثنين من عملاء الاستخبارات الأميركية السابقين، قالا إن الإيرانيين نجحوا فى زراعة عميل مزدوج قادهم الى نظام الاتصالات السرية التابع للوكالة والذي يسمح لوكلاء المخابرات المركزية ومصادرهم بالتواصل عن بعد في أجواء صعبة مثل الصين وإيران، حيث تكون الاجتماعات وجهاً لوجه خطيرة فى كثير من الأحيان.

وتشعر وكالة المخابرات المركزية، بالصدمة بسبب بساطة التقنية المستخدمة من قبل الإيرانيين للكشف بنجاح عن النظام المستخدم من قبل السي آي إيه، حيث استخدم الإيرانيون «غوغل» لتحديد موقع الويب الذى تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للتواصل مع وكلائها.

وبمجرد أن أظهر العميل الإيراني المزدوج لأجهزة الاستخبارات الإيرانية الموقع المستخدم للتواصل مع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بدأوا في البحث في الإنترنت عن مواقع إلكترونية ذات مؤشرات أو ما شابه ذلك من المكونات الرقمية، للعثور على مواقع السي آي إيه السرية الأخرى باستخدام المجموعة الصحيحة من مصطلحات البحث المتقدم، ثم تابعت أجهزة الاستخبارات الإيرانية الأشخاص الذين زاروا هذه المواقع، ومن أين أتوا، وبدأوا فى كشف الشبكة الأكبر لوكالة المخابرات المركزية.