kayhan.ir

رمز الخبر: 85654
تأريخ النشر : 2018November18 - 20:46

ترامب و الثلاثاء؛ لا شيء


باتت ”المراوغات الترامبية" سمة ملازمة له وهو لا يستحي من تكرارها بل يتصور وكما يدعي انه "عبقري" لكنه في الواقع في غاية الغباء لانه يستغبي الناس وحادثة الاستهزاء به يوم كان يخطب تحت القبة الاممية خير دليل على ذلك.

وما نريد ان نستشهد به بان العالم بات اليوم يجمع بما فيه وثائق الـ "سي اية ايه" بان بن سلمان هو من امر بقتل خاشقجي لكنه حتى الساعة يتهرب من قبول ذلك فمن جهة يعتبر التقرير الذي يحمل بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي بانه "سابق لاوانه جدا"، ومن جهة اخرى يقول: "لدينا تسجيل مروع لمعاناة خاشقجي خلال عملية قتله لكنه لا يريد الاستماع اليه". غير ان ترامب اوكل البت في قتل خاشقجي الى يوم غد الثلاثاء عندما يستسلم تقريرا كاملا من الـ"سي اي ايه" حول ذلك لكن ما هو لافت ان صحيفة الغارديان البريطانية وصفت نتائج تحقيق الـ "سي ان ايه" حول مقتل خاشقجي بالمدمرة لـ "بن سلمان" مستندة بذلك الى ادلة قوية تملكها وليست اعتباطية.

فالسؤال المطروح يا ترى ماذا سيكون موقف ترامب يوم الثلاثاء المتناقض مع نفسه ومع العالم اجمع تجاه هذه الحقائق الدامغة التي تحمل مسؤولية القتل مباشرة لبن سلمان قد يكون الجواب لاشيء ويبرر ذلك بعدم وجود الاثباتات وحتى ذلك الوقت قد تكون الرياض قد نفذت احكام الاعدام بحق الخمسة الذين وجهت اليهم النيابة السعودية مسؤول التخطيط والقتل، وما كان مثيرا للضحك والسخرية في رواية النيابة العامة السعودية والتي هي الرابعة من نوعها وتتناقض مع الروايات السابقة، بانها اعترفت بتقطيع الرجل لكن لتخفيف ابعاد الجريمة المروعة، وصفت ذلك بـ"التجزئة" وكأن النظام السعودية ادخله الى مختبر طبي لاجراء فحوصات خاصة على اجزائه المتقطعة.

وعلى اية حال ما يهمنا من مقتل خاشقجي، ان يكون صحوة ضمير لهذا العام الفاقد الوجدان والانسانية وان يكون مدخلا ليقف على حجم الجرائم والمجازر التي ارتكبها نظام آل سعود خاصة سلمان وابنه ضد ابناء الشعب اليمني العزل الذين لا يطالبون باكثر مما تطالبه الشعوب الاخرى في العيش بعز وكرامة داخل بلدهم بعيدا عن الوصاية والهيمنة.

لكن ما حدث لخاشقجي كان جريمة مروعة بعيدا عن رأينا به وبعيدا عن ملابساتها او الاطراف التي شاركت فيها وماذا كانت تستهدف من وراء ذلك لكن بكل الاحوال ايقظت العالم من سباته ليقف على حقيقة وماهية نظام آل سعود الدموية وايغالهم في الجرائم والمجازر الوحشية التي سيرتكبونها ليل نهار ضد الشعب اليمني الآمن منذ اربع سنوات وحتى اليوم كما اوغلوا من قبل في دماء العراقيين والسوريين خلال السنوات الماضية. وان ما سيعلنه غدا الرئيس ترامب حول مقتل خاشقجي او تبرئه بن سلمان منه فان ذلك لا يغير من الواقع شيئا ولا يستطيع انقاذه لان حقيقة آل سعود وماهيتهم الاجرامية الفظيعة قد كشفت للعالم تماما ووصلوا اليوم الى طريق مسدود وان الزمن هو الذي سيحدد متى تطوى صفحتهم وينفون من الارض كي يكونوا عبرة لكل جبار عنيد؟!