kayhan.ir

رمز الخبر: 85592
تأريخ النشر : 2018November17 - 20:52
في قمة بوتين ـ اردوغان بانقرة..

ادلب تحسم ميدانيا وليس سياسيا



رغم ما اتفق في قمة سوتشي بين الرئيسين بوتين واردوغان على سقف للفصل بين المجموعات الارهابية وما قيل عنها بالمجموعات المعتدلة واعطاء مهلتين اضافيتين لاحقا لتنفيذ ذلك من قبل الاتراك لكن حتى الساعة الامور تراوح في مكانها بل الاكثر من ذلك ان هذه المجموعات الارهابية التي كانت من المقرر ان تسلم اسلحتها الثقيلة لم تقدم على اي خطوة بل تتمادى وتتطاول اليوم لتنفيذ اعتداءات وتحت الاشراف التركي ضد الجيش السوري. ويشير المراقبون انه ما كادت ان تحدث مثل هذه الاعتداءات لو لا المماطلة والتلكلؤ التركي في التنصل عن تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها وهذا يعود لعوامل عديدة داخلية وخارجية واقليمية ودولية تستغلها تركيا من خلال كسب الوقت لحصد الامتيازات والمكاسب لكن ذلك لم يات دائما بنتائج ايجابية عليها فالامور لا تقاس بهذا الشكل، فلكل ادواته واوراقه وشروطه لطرحها على مائدة المفاوضات للخروج بحل يرضي الجميع لكن ان تمضي تركيا بما التزمت به للفصل بين الارهابيين وغيرهم ونزع اسلحتهم فانها ستذهب للمواجهة والصدام وهذا وحسب المؤشرات الموجودة مستبعد لما ناورت عليه وهذا يمهد الارضية امام امام الجيش العربي السوري لينفذ مهامه العسكري خاصة وانه بجهوزيته العالية على استعداد ومنذ شهور لهذه المهمة خاصة انه يشرف على امكان تواجد هؤلاء الارهابيين ومستودعاتهم وما هي الا ساعات تفصلها عن قرار القيادة العليا ببدء معركة الحسم وتنظيف ادلب من براثن هؤلاء الارهابيين لتعود المحافظة كبقية المحافظات الاخرى الى حضن الوطن السوري كحق سيادي كفلتها جميع المعاهدات والمواثيق الدولية اضافة الى امر اخر وهام لا يمكن التغاضي عنه بتاتا وهو خروج القوات التركية من الاراضي السورية التي دخلتها بشكل غير شرعي.

لكن الجانب التركي الذي يحاول خلط الاوراق ويجيد لعبة المساومات مع اميركا من جانب وروسيا من جانب آخر وهكذا الجانب الايراني يفضل حسم قضية الاكراد اولا قبل تسوية الملفات الاخرى لانها قضية شائكة تواجهه منذ عقود طويلة فيما يعارضها البعض بانها قضية داخلية لا ترتبط بسوريا ولا بتواجد الارهابيين الذين اتوا بهم من اصقاع العالم ليقاتلوا بالنيابة عنهم.

وامام هذا المشهد المجمد في ادلب والتي تتفرج عليه تركيا وكأنها غير معنية بما التزمت بها، قد تحملها تكاليف اضافة واستحقاقات مستقبلية ناهيك عن الخدش في مصداقيتها ومكانتها الاقليمية والدولية على انها دولة غير ملتزمة تجاه ما توقع عليه وهذا ما سيطرح في قمة الاثنين القادمة بين الزعيمين بوتين واردوغان بانقرة وقد تضطر معه القبول بالحسم العسكري في ادلب عبر القضاء على المجموعات الارهابية واستسلام المجموعات المعتدلة حسب توصيفها ونزع اسلحتهم وهنا تطرح التساؤلات هل ان تركيا وازنت بين مكاسبها فيما تحصل عليه في السياسة؟ ام انها ستدخل في حرب خاسرة ومكلفة مع المجموعات الارهابية التي لازالت ترفض الحلول المطروحة وتؤكد على المواجهة التي اعلنت كرارا ومرارا الاستعداد لها دون تقييم نتائجها؟