kayhan.ir

رمز الخبر: 85059
تأريخ النشر : 2018November05 - 20:36

خروج اميركا تأكيد لسيادة العراق


مهدي منصوري

كانت المنطقة وقبل التدخل الاميركي المباشر في شؤونها بعد حادثة 11 سبتمبر المفتعلة والمخطط لها من قبل تعيش حالة من الامن والاستقرار النسبي، ولا يعني ذلك ان نعطي صك البراءة عن تدخلها غير المباشر وقبل ذلك من خلال الوقوف مع المقبور صدام وتقديم الدعم اللازم والمطلوب والذي وصل الى منحه السلاح الكيمياوي في حربه المدفوعة الثمن ضد الجمهورية الاسلامية والذي وصل بالوقاحة الاميركية ان تقدم السلاح الكيمياوي لصدام ليستخدمه في هذه الحرب القذرة.

ولذلك فانه وفي قراءة سريعة نستطيع القول وكما عبر عن ذلك الكثير من المراقبين في المنطقة والعالم ان تواجد اميركا وفي اي منطقة او دولة كانت تشكل عاملا خطيرا حقيقيا على تلك المنطقة او الدولة لانها تعتمد في سياستها على خلق بل توفير الاجواء لتأجيج الصراع الداخلي سواء كان مذهبيا او عنصريا او ما شابه.

وقد لا نحتاج الكثير من العناء لاثبات ذلك لان العالم اليوم باجمعه يضج من سياسات واشنطن غير المتزنة والمخالفة لكل الاعراف والقوانين الدولية، وفي نظرة دقيقة وواقعية للامر نجد ان اغلب الازمات التي تحدث في العالم والمنطقة تكون وراءها اميركا وهو ما اعترفت به الدول الواحدة بعد الاخرى من ادنى الارض الى اقصاها.

والملفت في الامر ايضا ان اميركا وفي سياستها الحمقاء هذه لم تحصد منها ماكانت تأمل في تحقيقه بل ترتد عليها وبصورة تخلق حالة من رد الفعل المضاد والذي يزيد في رفض وجودها وبقائها.

وها هي اليوم وبعد ان بذلت محاولات حقيقية من اجل ان تفرض هيمنتها على العراق وسوريا من خلال عدة معطيات واهمها الارهاب نجد انها لازالت ليس فقط تراوح في مكانها بل واجهت حالة من الرفض العراقي والسوري القاطع والذي افشل مشروعها وبصورة من تتوقعها في يوم ما.ولانغفل في هذا المجال ان نعيد الذاكرة الى الوراء قليلا ان اميركا استغلت الظرف الحرج الذي كان يعيش فيه العراق بسبب الحرب على داعش مما دعا الحكومة العراقية السابقة بقيادة العبادي ان يطلب الدعم الاميركي بحيث جلبت طائراتها وبعض جنودها الى العراق.

ولذا فان واشنطن التي حاولت وتحاول وفي الايام الماضية بالضغط على العراقيين او السوريين من اجل ان تثبت اقدامها في هذا البلد من خلال اعادة هيكلة الارهاب وتنظيم صفوفه من جديد ليكون الاداة التي تستطيع من خلالها اخضاع الشعوب لارادتها، الا ان رد الفعل الكبير الرافض لهذا السلوك الشائن وغير المنضبط والمخالف للقواعد الدولية والذي يعتبر تدخلا سلبيا في شؤون الدول قد قطع الطريق عليها من ان تستمر في محاولاتها.

واخيرا نخلص للقول ان تواجد الاميركان وفي اي دولة يشكل خطرا كبيرا ليس على تلك الدولة فحسب بل على المنطقة برمتها، ولذا ومن اجل ازالة هذا الخطر لابد من العمل على اخراجها وبأي صورة كانت وقد تداعى العراقيون بالامس ومن خلال مطالباتهم لمجلس النواب والحكومة العراقية ان تقوم بواجبها للحفاظ على وحدة وسيادة الاراضي العراقية واستقلالها وذلك بالعمل على اخراج القوات الاميركية الغازية من الاراضي العراقية وباسرع وقت ممكن، والا فان الشعب العراقي ومقاومته البطلة غير عاجزة على تنفيذ هذا الامر وبالطريقة التي تفهمها اميركا جيدا والتي ادت الى خروجها ذليلة عام 2006.