kayhan.ir

رمز الخبر: 84214
تأريخ النشر : 2018October20 - 20:57

فما ايامكم الا عدد ورأيكم إلا فند


التخبط والارباك السائدين في مملكة الشر والاغتيالات هما اللذان دفعتها لتصفية خاشقجي وبهذا الشكل المروع للتخلص منه اولا ومن اعبائه المستقبلية لما كان يمتلكه من اسرار خطيرة حول المملكة وكذلك من مشاريعه الاعلامية التي كان ينوي اطلاقها من تركيا او قطر، لكن ما ارتكبته المملكة بقيادة بن سلمان في هذه الظروف العصيبة من فضيحة بتصفية خاشقجي زلزلزت اركان نظام آل سعود وزادت من ورطته وازماته لذلك ظل يتلكأ ويتخبط في تصريحاته حول انكار الجريمة ومن ثم الاعتراف لاحقا بان قاشقجي دخل القنصلية لكنه خرج منها بعد 20 دقيقة وهذا ما جاء على لسان محمد بن سلمان وكذلك القنصل السعودي في اسطنبول.

ولشدة الغضب العالمي وضغوط الرأي العام الدولي والاقليمي والاوساط الاعلامية والسياسية اضطرت المملكة وبعد اسبوعين من التهرب والتملص ان تعترف بنهاية المطاف بوقوع القتل وداخل القنصلية لكن باخراج تافه وصبياني لا يقبل به الا من اختل عقله وفقد بصيرته.

فالبيان السعودي يتحدث عن وقوع شجار بين الضحية والوفد الاستخباراتي الذي حضر لاسطنبول لاقناعه بالعودة الى المملكة ولو قبلنا جدلا بالرواية السعودية لماذا يتأخر الاعلان عن ذلك 14 يوما؟ ولماذا اخفيت جثته لحد الان؟ والسؤال الأهم لو كانت قضية إقناعة بالعودة الى المملكة حسب ادعاء الرياض فهل كان الامر يستدعي ايفاد فريق استخباراتي أم وفد سياسي؟ وهل كان الامر ان يحصل هذا اللقاء داخل البعثات الدبلوماسية السعودية ام في اي مكان آخر؟ والأهم من كل هذا وذاك ماذا كانت مهمة مسؤول الطب الشرعي في المملكة بين هذا الفريق الاستخباراتي؟ كل هذه الابهامات تساؤلات مشروعة تعجز المملكة عن الاجابة عنها وتسود من صورتها الفاضحة امام العالم.

البيان التافه والرخيص الذي صدر من مملكة الرعب والاغتيالات لم يلق اي صدى في العالم الا داخل البيت الابيض الذي اعتبره ترامب بانه جدير بالثقة؟! وهذا ما زاد من فضائح النظام السعودي وادخله في مطب اعمق يزعزع اركان نظامه الذي يستحمر العالم بمثل هذه البيانات السخيفة التي تضحك حتى الثكالى وان ازمة هذا النظام اليوم الاخلاقية والانسانية عميقة جدا وارتكبت في وضح النهار ابشع جريمة اكدت خلالها انها تتعامل باسلوب "ارهاب الدولة" الممقوت والمحرم دوليا وضربت بذلك كافة القوانين والاعراف الدولية والقواعد الدبلوماسية عرض الحائظ وباسلوب دموي قذر وفظيع.

كل الشواهد والدلائل تشير الى ان المتورط الاول في هذه الجريمة سواء من الصور والمستندات بان اقرب المقربين لابن سلمان كانوا في مسرح الجريمة لكن الامر اللافت يريدون الالتفاف عليه هو تبرئة بن سلمان من هذه الجريمة عبر تقديم 18 كبشا للفداء من العناصر الاستخباراتية في وقت يستحيل التصور ان تتجرأ عناصر كما سماها ترامب غير منضبطة دون ضوء اخضر من اعلى السلطات على خطوة مثل هذه الجريمة الخطيرة والمكلفة وفي بلد مثل السعودية الشمولية والاستبدادية والبوليسية؟!

والخطأ الآخر والافدح الذي وقع فيه الملك سلمان وان يجمع الكثيرون انه في واد آخر ووضعه العقلي لا يسمح له ان يدرك ما يدور حوله بان يصدر بيانا يضع الجاني حكماً ويخوله معالجة هذا الملف الجنائي عبر اعطائه مسؤولية اعادة هيكلة المخابرات العامة في السعودية لمنع مثل هذه الاحداث.

ما هذه السذاجة والسطحية الضحلة في التفكير للضحك على ذقون الناس، انهم في الواقع يستحمرون انفسهم لان هذه الخدع والالاعيب الرخيصة لم تنطل على احد ومهما تتفننون في اخراج مثل هذه الخزعبلات فانها لن تغير من واقعهم المأزوم والمهزوز شيئا.. فما ايامكم الا عدد ورأيكم إلا فند..