kayhan.ir

رمز الخبر: 83963
تأريخ النشر : 2018October15 - 21:12

القاضي ترامب يصدر حكمه السياسي


اول مرة يشهد عصرنا الحديث عملية رهيبة ومقززة لتصفية شخص مثل خاشقجي لمجرد انه "معارض راي" وليس "معارض للنظام" وقد عدت جريمته من ابشع الجرائم التي ترتكب ضد الانسان والقيم والاعراف ولايمكن تصور اللحظة التي لقي حتفه لشدة بشاعتها وهذا امر في غاية الخطورة والاجرام وتستحق تنفيذ اقصى العقوبات فيمن خطط وأمر بذلك وليس الذين ينفذوا العملية وحدهم. وفي بلد بوليسي واستبدادي كالسعودية هل يتجرأ احد فيها ان يقدم على مثل هذه الجريمة المكشوفة التي لايمكن ان تغطى دون ان تكون قد صدرت اوامر من اعلى المستويات.

لكن خطأ بن سلمان الفادح الذي عرف بـ"ابو منشار" رهانه على الوقت بانه سيميع القضية لامتلاكه المال الوفير في شراء الذمم واغلاق الملف لكن مع مرور الايام تفاعلت القضية وانفجرت كالقنبلة وارتدت نتائجها عليه لان اطالتها لن تكن اساسا بمصلحة النظام السعودي الذي تأخر في معالجتها وهذا ما شهدناه من تهافت خلال الـ 48 ساعة الماضية في اتصالين منفصلين للملك سلمان مع الرئيس اردوغان والرئيس ترامب لتلافي الموقف ومنع الانهيار والكارثة التي لم تنحصر بالسعودية المنفذة للعملية الاجرامية بل انها ستنعكس بالدرجة الاولى على اميركا الداعم والحليف الاول للسعودية وبشهادة الجميع لم يتجرأ "ابو منشار" على الاقدام على مثل هذه العملية التي اصبحت اليوم حديث الرأي العام الاميركي والغربي لو لا دعم الموجود له لشدة فظاعتها واسلوبها الوحشي ولا ينكر ان وسائل الاعلام الغربية خاصة قناة الـ "سي ان ان" اضطرت لتغطية هذا الحدث لكي لا تعرض نفسها للمساءلة من الرأي العام وتضع نفسها تحت دائرة الاتهام وهذا بدوره ضغط على المؤسسات الاعلامية وكبريات الشركات المستثمرة ان تعلن مقاطعتها لمؤتمر دافوس الصحراء الذي سيعقد قريبا في السعودية لتنفيذ مشروع "بيوم" بكلفة 500 مليار دولار وقد اصبح هذا المشروع مهددا بالانهيار، الا اذا استطاع ترامب بقدرة قادر ارجاع الامور الى مجاريها مثلما اصدر حكمه السياسي بالجريمة وهو جالس في البيت الابيض دون ان يحضر الى مكان الجريمة او ان يحقق مع المتورطين فيها ليصدر قراره من بعد الاف الكيلومترات وبعد المكالمة الهاتفية مع الجاني الملك سلمان الذي ابلغه بانه يجهل مصير خاشقجي، وقد صرح ترامب بعدها "قد تكون عناصر غير منغبطة مسؤولة عن مقتل خاشقجي وانه سيوفد بومبيو وزير الخارجية الى الرياض للتحقيق بالموضوع".

هذا هو المنطق الاميركي الارهابي للالتفاف على مثل هذه الجريمة التي لايمكن تصورها وقد قل نظيرها في التاريخ وتحميل موظفون في القنصلية بارتكاب الجريمة بهدف اغلاق الملف كشربة ماء.

واذا تصور الرئيس الاميركي بتهوره هذا يستطيع اغلاق مثل هذا الملف الجنائي بامتياز لشدة ترويعه للعالم حيث يوجد في عصرنا هذا نظام وحشي ومتخلف كالنظام السعودي ليتجرأ على ارتكاب مثل هذه الجريمة وفي وضح النهار ضاربا عرض الحائط كل الوثائق الدولية والانسانية وكأنه يتحد البشرية جمعاء.