kayhan.ir

رمز الخبر: 83668
تأريخ النشر : 2018October10 - 19:38

ماذا لو امتنعت فصائل ادلب عن إخلاء المنطقة العازلة؟


توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان لاتفاق يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بين مناطق الجيش السوري والجماعات الارهابية المسلحة بعمق يترواح بين 15 و20 كيلومتراً وبحلول 15 تشرين الأول / اكتوبر الجاري الذي اصبح على الابواب.

ولاقى هذا الاتفاق ترحيبا من قبل ايران، جاء على لسان المتحدث باسم وزير خارجيتها بهرام قاسمي، حيث قال إن "إيران كانت في أجواء الاتفاق بين تركيا روسيا وقد تم التشاور معها قبل إعلانه". مضيفا: "ان وقف أعمال العنف وإراقة الدماء أثناء تطهير هذه المنطقة من الإرهاب، هو أحد العناصر الأساسية والمبدئية في السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية".

ماذا لو امتنعت فصائل ادلب عن إخلاء المنطقة العازلة؟

لكن يبدو ان الجماعات الارهابية المتواجدة في ادلب لاتريد الخروج منها بشكل كامل، وما حدث بالفعل على ارض الواقع حتى الآن ان هذه الجماعات ما زالت تستمر بالتعنت والامتناع عن اخلاء المنطقة منزوعة السلاح من اسلحتها الثقيلة. فعلى سبيل المثال قالت ما تسمى بـ"الجبهة الوطنية لتحرير سوريا"، وهي إحدى الفصائل المسلحة المتواجدة في محافظة ادلب أنها بدأت فعليًّا بسحب أسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح المقرر إقامتها بموجب اتفاق سوتشي، وذلك بالتنسيق مع الجانب التركي، لكن لم تُرصَد أية عملية سحب لسلاحها الثقيل حتى اليوم والمصادر التركية أو الروسية لم تخرج حتى الآن بأية تصريحات تؤكد بدء المسلحين جميعاً بسحب أسلحتهم، كما انه وردت معلومات أخرى عن إنشاء الميليشيات التابعة لتنظيم "القاعدة" عددًا من الخنادق المغلقة من الأعلى لإخفاء سلاحها الثقيل بداخلها ضمن المنطقة المقرر نزع السلاح منها في ريفي ادلب واللاذقية، حيث تسيطر تلك الميليشيات على نحو سبعين بالمئة من المنطقة. كل ذلك يحدث في وقت تقترب فيه المهلة المحددة لإقامتها من الانتهاء في الخامس عشر من الشهر الجاري.

ماذا لو امتنعت فصائل ادلب عن إخلاء المنطقة العازلة؟

وتتوزع السيطرة في المنطقة منزوعة السلاح بين عدد كبير من الفصائل المسلحة، أولها ما يسمى فصيل أجناد القوقاز الذين يسيطرون على محور تل الطوقان وتل السلطان والزرزور التي تشكل نقاط تماس مع الجيش السوري، وما يسمى تنظيم "أجناد القوقاز" من أشد الرافضين لاتفاق سوتشي ولم تحرك ساكنًا حتى الآن بحسب تأكيد مصدر سوري مطلع على الوضع الميداني لموقع "لعهد" الإخباري.

ولفت المصدر إلى أنّ "ما يحدث في ادلب يؤكد عدم قدرة تركيا على الوفاء بتعهداتها في اتفاق سوتشي من إقامة لمنطقة منزوعة السلاح أو فصل للتنظيمات التي تعتبرها معتدلة عن الأخرى الإرهابية المتشددة".

وفي نفس سياق فان موقف قياديي جبهة "النصرة" الارهابية وشرعييها الرافضين لاتفاق سوتشي، لا يزال ضبابيًّا لحد الآن، حيث كان من المقرر أن يخرج قائدها الإرهابي أبو محمد الجولاني بتصريح حاسم حول موقفها من الاتفاق، لكنه لم يفعل حتى الآن. فعلى ما يبدو أنه خائف من حدوث انشقاقات فيها إن أعلن عن موقفه من اتفاق سوتشي كما أن ميليشياته لم تسحب أسلحتها الثقيلة أيضاً من المنطقة.

وبحسب مصادر سورية مطلعة فإن "المخابرات التركية قد عقدت عدة اجتماعات مع الجماعات المسلحة ولم تخرج بأي قبول منها للاتفاق، إلا أنّ المشكلة الأساسية تبقى أن آليات تنفيذ الاتفاق غير واضحة والشفافية في تنفيذه مفقودة حتى الآن إذ لم يخرج أي مصدر رسمي سواءً كان تركيًّا أم روسيًّا وتحدث عن بدء انسحاب الفصائل من المنطقة منزوعة السلاح والتي يجب أن تُخلي كل الفصائل المتواجدة فيها أسلحتها الثقيلة".

ماذا لو امتنعت فصائل ادلب عن إخلاء المنطقة العازلة؟

واما في المقابل، ‏لا شيء تغير في صورة الحشد العسكري الذي يطوق محافظة إدلب السورية شمالاً، التعزيزات الهجومية التابعة للجيش السوري والتي أُرسلت خلال شهر آب الفائت مازالت على حالها وفي مواقعها الميدانية دون أن تتزحزح متراً واحداً.

وبحسب "شام تايمز"، فان السلاح الثقيل، والدبابات وراجمات الصواريخ وغيرها من وسائط النار، وأيضاً حشود آلاف الجنود والضباط المقاتلين من الحرس الجمهوري والفرقة الحادية عشر وقوات النمر والفرقة الرابعة كلهم مازالوا هناك يتوزعون على جبهات الاشتباك المحيطة بإدلب. الشيء الوحيد الذي تغير بعد اتفاق سوتشي هو موعد المعركة وتوقيتها، تغير شيء آخر أيضاً: صار بإمكان الجنود المرابطين على تخوم إدلب الحصول على إجازات قصيرة ريثما تدق ساعة الحسم، وقتها لن يجد هؤلاء متسعاً لمغادرة مواقعهم ولو لساعة واحدة.

وبما ان المشهد الميداني على أطراف المحافظة الشمالية لم يتغير فكل الاحتمالات مرشحة ويتسائل البعضل هل سنشهد خلال الايام القادمة تصعيدا عسكريا،خاصة ان ما هو مؤكد ان القيادة السورية مصممة على تحرير ادلب ريفاً ومدينة وتطهيرها من الجماعات الارهابية اذا رفضت إخلاء المنطقة العازلة بموجب اتفاق سوتشي.