kayhan.ir

رمز الخبر: 82800
تأريخ النشر : 2018September25 - 20:46

ترامب وخطابه الفاضح


خطاب الرئيس ترامب امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين كان مكررا ومملا وموجها للداخل الاميركي اكثر من الخارج وسطر من الاكاذيب والتهم ضد ايران ما تشمئز منه النفوس وسطر للجيش الاميركي انجازات لم يفعلها بمحاربته ودحره لداعش في سوريا والعراق في وقت اثبتت الوقائع والاحداث بالارقام والمستندات قيام القوات الاميركية بانقاذ قادة داعش من سوح المعارك والقاء المساعدات العسكرية على عناصرها عبر الطيران كلما حوصروا في منطقة ما في سوريا والعراق.

فخطاب ترامب كان انشائيا ومليئا بالشعارات البراقة والمزيفة وتباكى نفاقا وزورا لبعض الشعوب المتحررة بذريعة انها محرومة من الديمقراطية لكنه وفي نفس الوقت اشاد بكل وقاحة بالكيانين الصهيوني والسعودي على انها انظمة ديمقراطية ومتقدمة وهذه قمة الفاجعة، الاولى دويلة ارهابية وعدوانية احتلت فلسطين وشردت اهلها وتقتل يوميا ابناءها والثانية نظام استبدادي لايمكن تصنيفه الا في عداد الدول التي كانت سائدة في القرون الوسطى لشدة وحشيته وهمجيته في حربه الظالمة ضد اليمن واستهداف شعبه خاصة الاطفال والنساء الابرياء وسط تشجيع ودعم اميركي اعلاميا وعسكريا بدل ان تقف ضد مثل هذه الاعتداءات والانتهاكات اللاانسانية والوحشية المفرطة ضد المدنيين الابرياء.

الرئيس الاميركي الذي حاول في هذا الخطاب ان يظهر بمظهر الحريص على السلام وسيادة الشعوب لكن محتوى حديثه كان خلاف ذلك حين دعا الاخرين التعاون معه لاسقاط النظام في فنزويلا بذريعة اعادة الديمقراطية الى هذا البلد في وقت انه يدعم اعتى الانظمة الاستبدادية في العالم وفي مقدمتها النظام السعودي والانظمة الدائرة في فلكه التي تدعم علنا الارهاب وتقدم لها كل وسائل الدمار وهذا ما ثبت من ممارسات واعترافات هذه الانظمة نفسها في دول المنطقة و آخرها وليست الاخيرة العملية الارهابية التي حدثت في اهواز وحصدت ارواح الابرياء من النساء والاطفال وتبريرهم الوقح على انها عملية مبررة.

الرئيس المعتوه ترامب ظهر كعادته صلفا ومكابرا ليوزع التهديدات دون تفريق بين الاصدقاء والخصوم، لاتفارقه الغطرسة والعنجهية لحظة واحدة كوصي على هذا العالم وكأنه يوحي بان بلاده تريد ثانية قيادة العولمة في وقت يتجاهل الكثير من الحقائق ومنها ان اميركا اصبحت اليوم معزولة دوليا وتغرد في السراب ولا يدعم سياستها سوى كيانين بغيضين هما الصهيوني والسعودي.

وبشهادة معظم المراقبين ان خطاب الرئيس ترامب كان فاضحا لانه لم يأت بشيء جديد وهذا ما دفعه ليغطى على عقدته وضعفه بتهديد ايران ثانية بان العقوبات النفطية ستنفذ في نوفمبر كما ستليها عقوبات اخرى لكننا نؤكد له ان هذه العقوبات اصبحت خلف ظهر الشعب الايراني الذي تكيف مع الوضع الجديد وان ما سيتخذه من عقوبات سيرتد على اميركا وتزيد من عزلتها في العالم خاصة وان دول (4+1) وقعت بالامس وفي نيويورك مع ايران على صيغة لافشال العقوبات الاميركية.