kayhan.ir

رمز الخبر: 82751
تأريخ النشر : 2018September24 - 20:49

خطأ نتنياهو التاريخي امام الروس


الكيان الصهيوني المجبول على الارهاب والجريمة لايمكن ان ينسلخ يوما عن جلدته القذرة المدبوغة بالدم لذا من الصوبة من ان يترك عادته لذلك نراه بين الفينة والاخرى يرتكب الجرائم ناهيك عن انتهاكاته الوحشية اليومية في فلسطين المحتلة، لكن حماقته الفظيعة مؤخرا في اسقاط الطائرة الروسية "ايل ـ 20" في القرب من قاعدة الحميم في اللاذقية لن تمر دون عقاب وعقاب من النوع الثقيل وهذا ما يظهر من ردة الفعل الروسية الغاضبة جدا.

وما يزيد الطين بلة ان الكيان الصهيوني الذي استفاد كثيرا من المداراة الروسية بان يعبث بالاجواء السورية شمالا وجنوبا، هو صلفه الوقح بان يتقرب من قاعدة حميم الروسية في اللاذقية وفي عملية متعمدة تختفي طائراته الاربع الـ "اف 16" خلف الطائرة الروسية "ايل 20" لتنفند مهامها في هذه المنطقة وكأنها تتحدى الروس امام قاعدتهم وهذه منتهى الوقاحة لتوجه اهانة مقصودة للروس تستثمرها في مكان آخر.

وبعيد سقوط الطائرة الروسية "ايل 20" ساد الكيان الصهيوني ارتباكا وقلقا شديدين لعلمه بما ارتكبه من خطأ فاحش بتخفي طائراته خلف هذه الطائرات تجنبا من المضادات الجوية السورية لكنه حاول وبخباثته المعهودة ومحاسباته الحمقاء ان يتنصل كعادته في اصدار بيان يحمل الجانب السوري مسؤولية اسقاط الطائرة الروسية دون جدوى، حيث اصدرت الدفاع الروسية بيانا شديد الهجة تعمل الجانب الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الحدث المتعمدة.

وبهذا تكون موسكو المعينة بالامر مباشرة قالت كلمتها النهائية وحددت الجاني الذي حاول وبمراوغته الخبيثة ولعبته الشيطانية ان يخلط الاوراق ويحمل الجانب السوري مسؤولية ذلك لكن موسكو اكتشفت اللعبة مبكرا ووضعت النقاط على الحروف وجاءت كلمة الفصل على لسان الرئيس بوتين الذي اكد على اتخاذ اجراءات صارمة ضد "اسرائيل" لارتكابها هذا الخطأ الفادح.

ومازاد من الغضب الروسي بان الجهات الاسرائيلية تصرفت بشكل يحتمل الجريمة وبكل تأكيد وبعيدا عن الاخلاق والمهينة باستخدام الطائرة الروسية ساترا تختفي وراءه لتنفيذ مقاصدها الاجرامية وتاكيد الرئيس الروسي بوتين انه لايقبل العزاء والاعتذار والتعويض، يكشف مدى غضب موسكو تجاه الكيان الصهيوني لاسقاط الطائرة "ايل ـ 20" خاصة انها تزامنت مع اكبر مناورة روسية اجرتها حتى الان في البحر الابيض المتوسط وكأنه بذلك اراد التعتيم على هذه المناورات التي ستترك اثارها الكبيرة على المنطقة.

وما زاد من شك الجانب الروسي لعملية الاحتيال الاجرامية والمشبوهة التي نفذتها "اسرائيل" ضد الطائرة الروسية، هو ضرب الاتفاق الروسي التركي لحل الازمة في ادلب خاصة وان هذه الطائرة كانت في مهمه لكشف مواقع القوى الارهابية والتكفيرية في ادلب وهذا يعني ان الكيان الغاصب الذي خسر كل رهاناته عن هذه القوى في الجنوب والشمال السوري، اراد ان يستثمر بعض الشيء منها في ادلب.

التخبط والذعر السائدين في الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا هو جراء هزيمته المدوية الذي اصاب مشروعه المنسجم مع المشروع الاميركي والاذناب بالمنطقة في سوريا وهذا ما افقده توازنه ليلجأ الى هذه المناورة التي قام بها نتنياهو اما رابحا او خاسرا لكن بالتاكيد ان هزيمته وفشله هي الراجحة والجميع ينتظر ان مصير الكيان الصهيوني ليس باحسن حال مما واجهته تركيا بعد سقوط طائرة سوخوي الروسية.