kayhan.ir

رمز الخبر: 82651
تأريخ النشر : 2018September23 - 20:47

المرتجفون من ظلهم!


حسين شريعتمداري

ارخى المستشار السياسي لحاكم ابوظبي "عبدالخالق عبدالله" العنان لقلمه للتعبير عن الاعتداء الارهابي الذي وقع اول امس في مدينة اهواز ليبتدع بان، الهجوم على هدف عسكري لا يعتبر عملا ارهابيا، مضيفا "ان نقل المعركة الى الداخل الايراني قرار علني وستزداد وتيرة هذه الحرب في المستقبل"!

وتطبيقا للمثل المشهور "ما قدر البقة لتكون قرصتها" لابد من الالتفات، اذا اردنا تقييم دولة الامارات بانها لا تمثل سوى مركز تجاري من هنا فان تصريحات المستشار السياسي لولي عهد هذا المتجر لاقيمة لها قياسا لحجمها الضئيل، الا انه يعبر عن ما في داخله (وكل اناء بالذي فيه ينضح). فان اريد معرفة ما في داخل وعاء ينبغي رفع غطاءه ولكن ان كان يتسرب ما فيه لثقب ما فبامكاننا التعرف على محتواه من شحيح ما يسربه!

وهكذا تقيّم تصريحات "عبد الخالق عبد الله" فلما اضحت الامارات عبدا قنا لاميركا والكيان الصهيوني، ولاينطق العبد ببنت شفة الا بالاشارة من مولاه، فامكن اعتبار هذه التصريحات مستلة من الارادة الاميركية الصهيونية، وقد اوكلوها لمستخدم لاحول له ليأمنوا من تداعياتها!

فلسنوات عدة حصلت جماعة "الاحوازية" الارهابية على تصريح فتح مكتب في الدنمارك وبريطانيا، ومن الواضح انها تتلقى الدعم من هاتين الدولتين ودول اوروبية اخرى. وبالامس ظهر "يعقوب شوشتري" وهو يهودي بهائي ليقرأ بيان الجماعة بصفته المتحدث الرسمي للجماعة الاحوازية، حول الهجوم الارهابي في اهواز! وسبق ان زار "شوشتري" تل ابيب والرياض، وقد نشرت صور لقاءاته مع مسؤولين امنيين سعوديين ومن الموساد الصهيوني، من على موقع الجماعة الارهابية.

ولايفوتنا تصريحات "مايك بومبيو" وزير خارجية اميركا، و"جان بولتون" المستشار الامني لترامب، حين كررا عبارة "صيف ايران اللاهب" معلنين ان ايران ستشهد هذا الصيف احتجاجات تنجر لسقوط الحكومة! وبالامس حيث ودعنا صيف هذا العام فيما ارتطمت تخرصاتهما عرض الحائط، وبقيت الجمهورية الاسلامية صامدة مقتدرة امام المؤامرات المختلفة للاعداء المعلنين وغير المعلنين.

وتأسيسا على ذلك وكي لا تخلو جعابهم من النشاب، كان لابد ان يقوموا بحركة ما، حتى وان كانت بحجم هجوم اعمى على مجندين في استعراض عسكري، وهم يعلمون ان العرف في الاستعراضات العسكرية افراغ الاسلحة من اطلاقاتها، وكذلك رمي النساء والاطفال المتجمهرين في احتفالية الاستعراض العسكري باطلاقات عشوائية. وهنا يجدر الالتفات الى قضية خطيرة، وهي لو لم نكن مجهزين بصواريخ بعيدة المدى ودقيقة الاصابة، فما الذي كان يفعله اعداؤنا بهذا الشعب وهذه الثورة، واي كارثة كانوا يرتكبونها بحق ابناء شعبنا. آملين ان يصحوا اولئك الذين يصفون تصنيعنا الصاروخي بانه غير ضروري! من جانب آخر تصوروا لو اصابت هذه الصواريخ اميركا والكيان الصهيوني ودولا متهرئة كالسعودية والامارات.

فليست جماعة "الاحوازية" الارهابية بذات وزن يذكر لتكون هدفا لانتقامنا ثأرا لدماء شهدائنا في اهواز ، فمن السهولة بمكان تصفيتهم جميعا. فالهدف الاساس بهذه الحرب دول تقبض على لجام هذه الكلاب المتوحشة، واغروهم بفتات من العظام. وكما قال اميرالمؤمنين عليه السلام ارمي الحجر من حيث اتى.

وهكذا عكست الهجمة الارهابية اول امس، بوضوح مدى خلو ايدي اعدائنا في مواجهة ايران الاسلامية، وينبغي عدم اضاعة هذه الفرصة. وكما قال الشاعر سعدي؛

اذا ما وصلت يداك رأس عدو جبار فانتهز الفرصة ولو في وسط الغبار

فحين لا تعتبر اميركا واسرائيل واذنابهما الدونيين كالسعودية والامارات، الهجوم على المجندين والاطفال والنساء بانه عملية ارهابية! فلماذا يكون مسؤولوهم العسكريين والامنيين في اي نقطة من العالم وبأي لباس ظهروا بمأمن من نار انتقامنا؟! لاسيما وان انصار ايران الاسلامية الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم يملأون الدنيا، وعليه صار لزاما من الان وصاعدا ان ترتعد جراثيم الفساد والضلال حتى من ظلالها.