kayhan.ir

رمز الخبر: 82514
تأريخ النشر : 2018September21 - 21:09

وقضي الامر


مما لا يختلف عليه اثنان في هذه المعمورة طبعا من العقلاء والمنصفين ان كل خطابات القائد نصر الله الامين العام لحزب الله لبنان وخاصة تلك التي تأتي في المناسبات التاريخية وفي قمة الاحداث والتطورات الحساسة والدقيقة التي تشهدها المنطقة وآخرها وليست الاخيرة خطابه الفارق بمناسبة يوم عاشوراء "يوم انتصار الدم على السيف" حيث طور من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وان كان ذلك يجري في كل مرة لكن هذه المرة كان لافتا ومزعزعا حيث قلب الطاولة على العدو وادخله في غرفة العناية المركزة عندما اعلن وبصوت عال ومدو لقد انتهى الامر وبعبارة اخرى لقد قضي الامر الذي كان العدو مستميتا طيلة الاشهر الماضية وهو يقصف شمالا وجنوبا لكي لا تصل مثل هذه الاسلحة الاستراتيجية لحزب الله ومنها الصواريخ الدقيقة واذا به اليوم يفاجئ بالصدمة الحقيقة وتصاب كافة اجهزته الاستخباراتية والمعلوماتية بالدوار والارق الشديدين وهو يهزم هذه المرة كما هزم في حرب تموز المجيدة حين اثبت حزب الله عمليا وعلى ارض المعركة تفوقه الاستخباراتي على العدو وهذا ما شهد به العالم.

فخلال الاشهر الماضية ووفقا لمعلومات مؤكدة ومن جهات مقربة لحزب الله ان الحزب استطاع خلال هذه المدة وعبر آلياته وطرقه الخاصة ايصال معلومات مغلوطة للعدو الصهيوني وخداعه حول انتقال الاسلحة واماكنها في وقت كان ينفذ مهامه الرئيسية في مكان آخر وهذه جدارة اخرى لقدرة حزب الله وتفوقه الاستخباراتي في معركته الشرسة مع العدو الصهيوني حيث انجز هذه المهمة الردعية والاستراتيجية بعيدا ان اعين العدو ودون ان يخسر اي شيء.

ولا نكشف سرا حين يعترف الجميع ببراعة سيد المقاومة السيد نصر الله وقدرته الفائقة على قيادة الحرب النفسية والمؤثرة ضد العدو الصهيوني وارعابه وجعل الباب مفتوحا امامه ليدخله في دوامة من الاحتمالات التي يقلبها شمالا و يمينا دون ان يصل الى النتائج المرجوة لان تحذيراته هذه المرة كانت متشعبة ولا تستثني حتى الاجواء اللبنانية التي قال عنها ان انتهاكات العدو باتت لاتطاق والامر الاخر والخطير جدا في حسابات العدو الصهيوني هو امتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة او بالغة الدقة حيث ستكون جميع اهدافه الحيوية والاستراتيجية في مرمى هذه الصواريخ التي تكون فيها درجة الخطأ صفرا. وهذا ما يرعب العدو بشدة ويربكه ليفكر الف مرة قبل ان يقدم على حماقة تكون الاخيرة في حياته. ولم يبالغ سماحته عندما يؤكد اذا ما فرض العدو حربا على لبنان سيواجه مشهدا لم يتوقعه. وبديهي ان لا يدخل سماحته في التفاصيل ولا يكشف عن انواع الاسلحة الردعية التي يمتلكها حزب الله فهذا امر طبيعي ليترك ساحة المعركة مفتوحة على المفاجآت التي ستتحكم بالتاكيد بمسار الحرب وتلجم العدو من حيث لا يتوقع او يخطر على باله ابدا.