kayhan.ir

رمز الخبر: 82460
تأريخ النشر : 2018September17 - 20:55

السيناريو العراقي لن يفلح في سوريا


من المسلمات البديهية ان الارهاب الذي شكل ويشكل خطرا كبيرا في البلدان التي عشعش ويعشعش فيها لابد ان يزول أويضمحل لكي يحصل الامن والاستقرا ر في هذه الاماكن، وقد ادرك العالم اجمع ان زوال الارهاب والقضاء عليه يتم بطريقين لاثالث لهما اما مواجهته عسكريا أو ان يعمل المجتمع الدولي على اعادة المرتزقة من هذه العصابات الاجرامية الى بلدانهم للتخلص منهم، ولكن ومن الملاحظ اليوم ان الدول التي صنعت الارهاب وقدمت له الدعم اللامحدود لاتريد له الاندحار والزوال بل تعمل وبجد لابجاد مواقع ثابتة له لتتقي خطره الكبير عليهم.

وواضح للجميع ان سوريا قد نالها التدمير الكبير من وجود المجاميع الارهابية على اراضيها ولذلك حزمت امرها بطرده من اراضيها وقد تمكنت من ذلك بفضل التلاحم بين الشعب والجيش والدولة وبالتعاون مع حلفائها في تطهير اغلب اراضيها من دنسهم ولم يتبق الا بعض الجيوب التي اصبحت ملاذا لهؤلاء القتلة والمجرمين، واكمالا لمشروعها التطهيري فانها قررت ان تطارد هذا الارهاب خاصة في ادلب الا ان واجهت موقفا من قبل الدول الداعمة سواء كانت اميركا او تركيا وغيرها بعدم شن حملة عسكرية عليهم والذهاب الى تسوية سلمية لحل هذه المعضلة.

واليوم ولما وصلت التسوية الى طريق مسدود بسبب تعنت ليس فقد الارهابيين بل الدول الداعمة لهم ، ومن اجل ان يستمر بقاء هؤلاء الارهابيين في مواقعهم فان الدول الداعمة وبالاتفاق مع الارهابيين قد ذهبوا الى سيناريو اجرامي يعرقل كل المساعي لطردهم وذلك وكما اشارت التقارير ان الدول الداعمة للارهابيين قد اعطتهم الضوء الاخضر لاستخدام السلاح الكيمياوي في المناطق المتواجدين بها ورمي الاتهام على الحكومة السورية للحصول على تعاطف دولي لحمايتهم وافشال كل المساعي التي تبذلها الحكومة السورية لطردهم من اراضيها.وان مثل هذا الاسلوب يعيدنا بالذاكرة الى عقد ونيف من الزمان عندما رسمت واشنطن سيناريوها مشابها ليمنحهم الفرصة بشن الحرب على العراق.

ولكن ومن خلال المؤشرات على الارض ان السيناريو الاميركي ضد العراق لايمكن تطبيقه اليوم في سوريا لان الاوضاع الدولية تختلف في معطياتها عما كانت عليه قبل 15 عشر عاما ونيف، خاصة وان واشنطن قد فقدت مصداقيتها من خلال سياستها الحمقاء التي تقوم على فرض الهيمنة وفرض الارادات اضافة الى ان الشعوب اليوم هي التي ترسم خريطة مستقبلها ولايمكن لاي قدرة مهما تعاظمت ان تحدث خلالا في هذا المعادلة.

ولذلك فان الكثير من المنظمات الدولية الانسانية والحقوقية قد رفعت صوتها عاليا محذرة واشنطن ومن تحالف معها من ارتكاب مثل هذه الحماقة والتي ستكون اثارها كارثية فقد ليس على سوريا بل على المنطقة والعالم لردود الافعال التي لايمكن وضعها في الحسبان.