kayhan.ir

رمز الخبر: 82161
تأريخ النشر : 2018September12 - 20:35
الاستخبارات العسكريّة: الصراع مع إيران تغيّر من استخباريٍّ وسريٍّ إلى عسكريٍّ وعلنيٍّ سيستمر والدول الـ”سُنيّة” ستُواصِل شراء الأسلحة من إسرائيل

“رأي اليوم”



كشفت صحيفة "هآرتس” العبريّة النقاب عن وثيقة تفصِّل أهداف وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة لعام 2019. وجاء في الوثيقة أنّه في أعقاب انسحاب الولايات المتحدّة الأمريكيّة من الاتفاق النووي مع إيران قبل عدّة أشهر، يجب إيجاد منظومة ضغط تضمن إحراز اتفاقٍ محسّنٍ يُقدّم استجابة للعيوب التي كانت موجودة في الاتفاق القديم. ووفق المصادر السياسيّة الرفيعة، التي اعتمدت عليها صحيفة "هآرتس″، يتبيّن أنّ من بين الأهداف المُدرجة في لائحة أهداف 2018، وضع خطوط حمراء وكبح إيران من التقدم الفعّال في البرنامج النوويّ.

ومن الجدير بالذكر أنّ الموضوع الإيراني يتصدّر في السنوات الأخيرة جدول أعمال وزارة الخارجية الإسرائيليّة اليومي، بموجب سياسات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تحت عنوان "كبح إيران-النووي، الإرهاب والصواريخ”، حسب تعبير المصادر.

علاوةً على ما ذُكر آنفًا، جاء في وثيقة الأهداف أنّه يجب إجراء حوار مع المجتمع الدولي للتشديد على إخراج كامل لإيران وفروعها من سوريّة في أيّة تسويةٍ مستقبليّةٍ وفي كلّ ما يتعلّق بإعادة إعمار سوريّة.

قضية مركزية إضافية شغلت كثيرًا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمؤسسة الأمنية في الدولة العبريّة والدبلوماسيين الإسرائيليين، بحسب الوثيقة، هذا العام وهي تعميق العلاقات مع روسيا. وخلافًا للائحة الأهداف السابقة، وضعت وزارة الخارجية الإسرائيليّة، كهدفٍ مركزيٍّ لنشاطاتها في السنة المقبلة، الاستعداد لاستكمال مساعي الإدارة الأمريكيّة لاستئناف العملية السياسية من خلال تعاون الدول البراغماتية في الشرق الأوسط، أيْ الدول الـ”سُنيّة” المُصنفّة إسرائيليًا وأمريكيًا بالدول المًعتدلة، والشركاء في المجتمع الدوليّ، على حدّ تعبيرها.

وفي موضوع الأزمة في قطاع غزة، شدّدّ كبار المُوظّفين في وزارة الخارجيّة، كما جاء في الوثيقة، على أنّ السياسات الخارجيّة يجب أنْ تُركّز على تحقيق تهدئةٍ طويلة الأمد في غزة، من خلال التشديد على منع أزمةٍ إنسانيّةٍ. وتوضح الوثيقة أنّ هذا التحذير لم يبرز في الأهداف لعام 2018.

ويظهر في الوثيقة هدفٌ آخر وهو تعزيز العلاقات مع مصر والأردن بشكلٍ دائمٍ، فيما اختفت تركيا بشكلٍ كليٍّ عن الأهداف الدبلوماسية المركزيّة لتل أبيب.

على صلةٍ بما سلف، كشف يوسي ميلمان، مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها واسعة الاطلاع، كشف النقاب عن أنّه وفقًا لتقديرات محافل الاستخبارات، هناك خطر أكبر لاستئناف المواجهة العسكريّة من اتفاق بعيد المدى بين إسرائيل وحماس، حيثُ لفتت المصادر عينها إلى أنّه في ظلّ غياب الاتفاق والطريق السياسيّ المسدود مع السلطة الفلسطينيّة، والذي احتمالات استئنافه طفيفة، تضع المرّة تلو الأخرى إسرائيل في الموقف ذاته، فهي، أيْ حماس، تستمتع بالوضع الراهن.

ولفتت المصادر بحسب (معاريف) إلى أنّه تُضاف إلى الصداقات الجديدة أيضًا دول عربيّة تجد قاسمًا مشتركًا واحدًا مع إسرائيل: الخوف والعداء لإيران. ولكن، استدركت المصادر الأمنيّة، لادعاء رئيس الوزراء نتنياهو بأنّ العالم السُنيّ يُبدي ودًا تجاه إسرائيل يجب التعاطي معه بمحدودية الضمان.

وتابعت المصادر قائلةً إنّ الإمارات العربيّة المُتحدّة، قطر، البحرين وبالتأكيد المملكة العربيّة السعودية لن تقيم علاقات علنية مع إسرائيل طالما لم يتحقق تقدم في المسار الفلسطينيّ، وهذه الدول، شدّدّت المصادر، على استعدادٍ لأنْ تشتري السلاح والعتاد الاستخباري من التكنولوجيا الإسرائيليّة المتطورة، وعقد اللقاءات سرّا، ولكن ليس أكثر من ذلك.

أما فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينيّة، فرأت المصادر الأمنيّة في تل أبيب أنّ المسألة الفلسطينية، مسألة الديموغرافيا، وخطر الدولة ثنائية القومية، كانت ولا تزال المشكلة رقم واحد لإسرائيل، إلى جانب الشرخ الداخليّ، الانشقاق والتحريض، والتي تبذل حكومة نتنياهو كل جهد مستطاع للإبقاء عليها كمصلحةٍ سياسيّةٍ تضمن بقائهم في الحكم.

وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ التدّخل الإيرانيّ في سوريّة ليس فقط من أجل بقاء نظام الأسد، فقد فعلت هذا واستثمرت في الحرب نحو 17 مليار دولار كي تتمكّن من التمتع بإقامة هلالٍ شيعيٍّ، من طهران، عبر بغداد إلى سوريّة ومن هناك إلى لبنان. وخلُصت المصادر إلى القول للصحيفة العبريّة أنّ الصراع بين إسرائيل وإيران، الذي يرتدي وينزع الشكل، من استخباريٍّ وسريٍّ إلى عسكريٍّ وعلنيٍّ، سيستمر، بحسب تعبيرها.