kayhan.ir

رمز الخبر: 82093
تأريخ النشر : 2018September11 - 20:42

التدّخل الإيراني المزعوم في العراق


لم يعد خافيا على أحد الدور الخطير الذي لعبته القنصلية الأمريكية في البصرة في توجيه وقيادة الأحداث التي جرت في البصرة مؤخرا , فأحداث البصرة قد أفرزت حقائق ينبغي الوقوف عندها مليا , فهذه الأحداث قد كشفت عن أمرين خطيرين .. الأمر الأول أنّ سفارة الولايات المتحدّة الأمريكية وقنصلياتها في العراق أصبحت تشّكل خطرا جسيما على السيادة الوطنية العراقية وأصبحت توّجه الأحداث في العراق بما يخدم مشروعها بالتعاون مع جهات حكومية رفيعة المستوى .. الأمر الثاني أن الولايات المتحدّة من خلال سفارتها وقنصلياتها في العراق استطاعت أن تجندّ المئات من العراقيين لتنفيذ أهدافها ومخططاتها , مستغلّة حالة البطالة المتفّشية بين الشباب وخريجو الجامعات العاطلين عن العمل , وأحداث البصرة خير دليل على هذا الأمر , وبالتالي فإنّ أي محاولة لتبرير هذا التدّخل والتهديد المباشر للسيادة الوطنية والأمن الوطني العراقي بأن هنالك تدّخلا مماثلا من إيران بالشأن الداخلي العراقي , هو خيانة للوطن والعقيدة ولمصالح الشعب العراقي , وفي ذات الوقت عمالة لأمريكا ومشروعها في العراق , وأحداث البصرة قد كشفت أنّ أمريكا قد نجحت إلى حد ما من خلال عملائها التي جندّتهم بتوجيه الشارع العراقي إلى معاداة إيران وشعبها , ولم تكن أمريكا لتنجح بخلق هذا العداء لإيران لولا شعارات إيران برّة برّة التي تبّناها جهلة وغوغاء الشيعة .

ومما يؤسف له انجرار بعض الكتل السياسية وبعض السياسيين المرتبطين بالمشروع الأمريكي السعودي في العراق إلى حملة العداء المنظمّة التي تقودها أمريكا والسعودية ضد إيران , فهذه الكتل السياسة وهؤلاء الساسة اتخذوا من التدّخل الإيراني المزعوم في الشأن السياسي العراقي ذريعة لتبرير أفعال أمريكا وتدّخلها السافر والمباشر في الشأن العراقي وفي تشكيل الحكومة القادمة , ولعلّ من المؤسف أن ينجرّ السيد جعفر الموسوي المتحدث الرسمي باسم التيّار الصدري إلى هذه الحملة سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد , فقد صرّح السيد جعفر الموسوي يوم أمس لوكالة بغداد اليوم ( أنّ التدخلات الأمريكية والإيرانية واضحة وموجودة على أرض الواقع ) , وأنا بدوري ككاتب وكمهتم بالشأن السياسي العراق أطالب السيد جعفر الموسوي بتقديم دليل واضح على هذا التدّخل المزعوم , وأسأل الأخ الموسوي هل تناهي إلى أسماعك أنّ سفارة إيران أو قنصلياتها في العراق قد دفعت أي جهة لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق ؟ وهل تناهى إلى أسماع السيد الموسوي أنّ السيد قاسم سليماني قد وجّه تهديدا لأي جهة سياسية أو لأي نائب عراقي بلزوم أن يكونوا مع هذا المحور أو ذلك المحور أو لزوم دعم هذا المرّشح أو ذلك المرّشح لرئاسة الوزراء كما فعل مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك ؟ كما وأسأل السيد جعفر الموسوي أنتم في كتلة سائرون هل وصلتكم تهديدات من إيران بلزوم دعم المرشح فلان أو غيره من المرّشحين إلى رئاسة الحكومة القادمة ؟ وهل لإيران دور في الأحداث التي جرت في البصرة وباقي المدن العراقية ؟ أين هو هذا التدّخل المزعوم يا سيد جعفر والذي ساويته مع التدّخل الأمريكي السافر ؟ ألا تعلم يا سيد جعفر أنّ مثل هذه التصريحات تخدم المشروع الأمريكي السعودي القائم على معاداة إيران وشعبها ؟ من الذي جاء بشعار إيران برّة برّة السيء الذكر ؟ وهل من دولة غير إيران وقفت مع العراق ومحنته في حربه ضدّ داعش ؟ ألا تعتقد يا سيد جعفر أنّ معاداة إيران لا يخدم سوى أمريكا وإسرائيل والسعودية ؟ وهل من مصلحة لنا كعراقيين أولا وكشيعة ثانيا أن نعادي الجارة إيران ؟ أليس من الأولى يا سيد جعفر أن يكون لك رأيا غير هذا الرأي بإيران التي وقفت مع شعبك يوم باتت داعش على أبواب بغداد وكربلاء والنجف وسامراء ؟ في الختام أقول للسيد جعفر الموسوي .. معاداة إيران هو خدمة لأمريكا وإسرائيل والسعودية .

اياد السماوي / الدنمارك