kayhan.ir

رمز الخبر: 81061
تأريخ النشر : 2018August20 - 20:55

خيار العراق حكومة الاغلبية ومرشح التسوية


ما تشهده الساحة العراقية من حراك سياسي فاعل وكبير تقوم بها القوى السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل اكثر من شهرين بهدف تشكيل الكتلة الاكبر تمهيدا لتكليفها بتشكيل الحكومة القادمة، دليل واضح على صوابية العملية السياسية العراقية ومسارها الديمقراطي في احترام صوت الناخب في السماح لمن انتخبهم باداء دورهم السياسي والقانوني في انتخاب حكومة وطنية وجامعة لكل الاطراف والمكونات بعيدا عن المحاصصة لان المرحلة المقبلة في العراق بحاجة الى حكومة قوية وحاسمة لما تواجهه من ملفات الفساد والبطالة والخدمات لذلك يتطلب منها ان تجسد قدر الامكان التمثيل الاوسع لمختلف شرائح واطياف الشعب العراقي وهذا لا يعني ان تغيب المعارضة ونعني بها البناءة التي تقوم مسار الحكومة وتدعم اركان الدولة المؤسساتية.

وما أخر تشكيل الكتلة الاكبر لحد الان هو اختلاف الرؤى والتوجهات حول البرنامج الحكومي التي تتفق عليه جميع القوى الشيعية والذي سيكون من بينها رئيس الوزراء، شرط ان يحظى بقبول المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف التي كانت على مر التاريخ صمام امان العراق وحافظ استقلاله وسيادته بصفتها الممثل الديني والشرعي والعرفي للشعب العراقي.

فالاجتماع الذي دعا اليه العبادي بمشاركة الحكمة وسائرون مساء الاحد في فندق بابل ببغداد، بهدف تشكيل نواة الكتلة الاكبر لن تؤتي ثمارها بسبب تحالفها المحدود وعدم انضمام القوى الاخرى اليها وهذا ما دعى الفياض وقادة في تحالف النصر الانسحاب من الاجتماع لتمثيله المحدود الذي لا يستقيم مع تطلعات الائتلاف في التمثيل الاوسع للقوى المشاركة في العملية السياسية وهذا يضر بالمكون الشيعي ويعمق الانقسام بصفوفه وبطبيعة الحال عندما يكون المكون الاكبر في العراق ضعيفا سينسحب ذلك على المكونات الاخرى بالتالي يضعف موقف العراق ودوره في الساحة الاقليمية وبالنتيجة يفتح الباب امام التدخلات الخارجية خاصة الاميركية الطامعة بالعراق وثرواته.

ووسط هذه الاجواء التي تحوم الدوائر على العراق ينبغي على كافة القوى السياسية ان تعض على الجراح وان تتجاوز قدر الامكان المصالح الحزبية والذاتية خدمة لاهداف العراق الكبرى وتخطي هذه المرحلة الصعبة التي تحاول اميركا ان تزج العراق في اتون ازمات خدمة لمصالحها الامبريالية.

ان ما تمخض من نتائج غير مشجعة لاجتماع النصر وسائرون الذي لم يلق تفاعلا واستجابة من القوى الاخرى، دفع بتحالف الفتح ودولة القانون ان تتريث في دعوتها للاعلان عن تشكيل الكتلة الاكبر لفسح المجال لمزيد من المشاورات والتفاهمات بينها وبين القوى الاخرى وابقاء ابواب التحالف مفتوحة لاي قوى سياسية ترغب بالانضمام اليها للاتفاق على البرنامج الحكومي ولاحقا على شخص رئيس الوزراء الذي سيكون بالتاكيد مرشح التسوية.

وخلافا لما يشاع بعض الاحيان وخلافا لما تمارسه واشنطن من دس انفها في الساحة العراقية وممارسة الضغوط لتشكيل حكومة وفقا لرؤيتها ومصالحها في العراق، فان ايران الاسلامية تتحرك في اطار العضيد الذي يشد ابناء العراق في اختيارهم الحر والمستقل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم اوسع تمثيل للشعب العراقي وهذه قناعة اغلب المكونات العراقية بان ايران لا تطمع بشيء في العراق بل تريد له كل الخير والاستقرار والسلام.