kayhan.ir

رمز الخبر: 80927
تأريخ النشر : 2018August18 - 21:03

تهدئة القاهرة ملغمة


ما نلمسه من مؤشرات وهلع داخل الكيان الصهيوني وارتباك مشهود في اوساطه وما تصل من تسريبات بان الكيان الصهيوني بات يشعر بخطورة الموقف بشكل كبير من استمرار مسيرات العودة واطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة على كيانه وكذلك اميركا هي اليوم من اكثر المتحمسين للتهدئة من الفصائل الفلسيطنية لغاية في نفس يعقوب كما يقال وهنا تطرح علامات استفهام كثيرة عن مغزى هذه الحماسة الصهيونية ولما تروجه وسائل اعلامها حول التهدئة وكأنها باتت قاب قوسين او ادنى فيما تروج لروايتها بان وقف اطلاق النار سيكون مقابل رفع الحصار تدريجيا عن القطاع على ان تشمل المرحلة الاولى وقف مسيرات العودة ووقف اطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة على الحدود مقابل فتح معابر غزة.

هذا فيما يتعلق بنظرة الكيان حول التعامل مع التهدئة مع الجانب الفلسطيني، اما ما يدور داخل الكيان من لعبة لتقسيم الادوار يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مغزى هذه التهدئة ومنها تحرك المعارضة "الاسرائيلية" باتهام نتنياهو بانه سلم "اسرائيل" للفصائل الفلسطينية كما ان رئيس اركان الجيش الصهيوني وصف نتنياهو بالعاجز عن التعامل عسكريا مع غزة وهذه الامور قد تكون لاحقا من المواضيع التي سيناور عليها الصهاينة لابتزاز الفلسطينين والتملص من التهدئة ان لم يحقق مقاصدهم النهائية بخلع سلاح المقاومة ودفعها الى الاستسلام لان الكيان الغاصب لا يرضى باقل من ذلك.

والاخطر من ذلك والتي يجب ان تلتفت اليها الفصائل الفلسطينية هو دخول قطر التي تعارض مصر تماما على خط الوساطة المصرية والاممية والتي يشم منها رائحة "صفقة القرن" لانها اي قطر تتحدث عن المرحلة الثانية وهي تمويل المشاريع الاقتصادية والاستثمارية والاعمار في غزة ولكن هذا الامر غير مسموح به دون موافقة الادارة الاميركية والكيان الصهيوني.

فكل ما يهدف اليه الكيان الصهيوني اولا واخيرا وهكذا حماته من التهدئة المتلهفين اليها بشكل غير طبيعي هو اخراج سلاح المقاومة من المعركة نهائيا لتبقى الاراضي الفلسطينية المحتلة منزوعة السلاح ولا تشكل اي خطر عليه خاصة وان الصهاينة باتوا يلوحون ليل نهار ان لم تسلموا سلاح المقاومة فان سلاح التجويع والحصار سيبقى مسلطا عليكم ولا مفر من ذلك.

وللوهلة الاولى فان "اسرائيل" هي من تحركت صوب مصر من خلال الزيارة السرية التي قام بها نتنياهو قبل شهرين للقاهرة للبحث عن حل لمعالجة مسيرات العودة والطائرات الورقية الحارقة لانهما باتتا تشكلان مأزقا وفضيحة لها في الخارج ناهيك عن الاحراج الشديد الذي سيواجهه هذا الكيان على الصعيد العالمي جراء الحضور المتميز لابناء غزة في مسيرات العودة كل جمعة اما على الصعيد الداخلي فانهما ترعبان الكيان الصهيوني ومؤسساته وتشكل عبئا ثقيلا عليها ولابد من معالجة هذين الموضوعين قبل ان تستفحل الامور وتخرج عن السيطرة لان الشعب الفلسطيني شعب حي وواعي ومبتكر لاساليب المقاومة والجهاد وهذا هو الذي سيزعزع اركان الكيان الصهيوني ومؤسساته لذلك عرض التهدئة وان لم يكن صادقا في نواياه ولم يطبقها كما فعلت اميركا مع ايران واذا كان الكيان الصهيوني يريد التهدئة فلماذا لم يطبق تفاهمات 2014 التي وقع عليها في القاهرة حتى يعود اليوم ليتحدث عنها ثانية.

وما يطرحه الصهاينة من رفع للحصار وفتح المعابر ازاء وقف مسيرات العودة ووقف الطائرات الورقية بالكامل ما هو الا مقدمة لعمليات التفافية ينوي القيام بها لاحقا خاصة وانه يحاول دق اسفينه الخبيث في عزل القطاع عن الضفة وشق الصف الفلسطيني وهذا ما يجب ان تحذر منه الفصائل الفلسطينية لذلك يجب ان تتحرك نحو المصالحة اولا وتوحيد الصف الفلسطيني كقوة موحدة عبر مناقشاتها الجارية في القاهرة ومن ثم التفاوض على التهدئة مع هذا العدو من فوق ارض صلبه وان مقاومتهم المشروعة لاسترداد حقوقهم المغتصبة هي مشروعة وفقا لكل الموازين والقوانين الدولية.