kayhan.ir

رمز الخبر: 80473
تأريخ النشر : 2018August10 - 20:43

ادلب المحك للتوافق الاقليمي والدولي


بعد ان حسم الجيش العربي السوري وفي وقت قياسي الموقف في الجنوب السوري ووصل الى آخر نقطة قريبة من الجولان المحتل وهكذا الحدود الاردنية، باتت الانظار تتجه لمعركته الكبرى في محافظة ادلب لكنه قبل ذلك عليه ان يمشط بعض المناطق من جبوب داعش وفعلا شن الجيش السوري ومعه قوى المقاومة هجوما شاملا ومن خمسة محاور في بادية السويداء حيث تقدم بعمق 20 كيلومترا للقضاء على داعش استعدادا لمعركته الكبرى والفاصلة في ادلب للقضاء على المجموعات المسلحة التي تجمعت هناك.

لكن القيادة السورية التي في جعبتها سابقا تجارب قيمة في تطهير مناطقها من الارهاب تسير على خطين متوازيين الحسم العسكري ان تعذر الموقف اولا او الخيار السياسي ثانيا لتجنيب البلد واهله المزيد من الخراب والدمار وسفك الدماء ولن تشذ عن هذه القاعدة في ادلب فان انصاعت المجموعات المسلحة للمصالحة وتسليم اسلحتها فاهلا وسهلا بها وان رفضت ذلك فلم يبق للجيش السوري خيار سوى استخدام الحديد للقضاء عليها لانه لم يبق امام الدولة السورية خيار آخر لعودة سيادتها على آخر شبر من اراضيها.

وهناك مساعي واتصالات جادة على قدم وساق يشارك فيها المبعوث الاممي في الشؤون الانسانية لتجنب الصدام وهذا ما تسعى اليه روسيا وطهران في اتصالاتهما مع انقرة العالقة اليوم بين هذين الخيارين اللذين احلاهما مر لها واما القبول بالحل السياسي وبالتالي رفع الغطاء السياسي عن المجموعات المسلحة التي تعمل بامرتها وهذا الامر ليس سهلا عليها خاصة انها وظفت كل طاقاتها طيلة الازمة السورية وكانت احدى الجهات الرئيسية فيها املا بان تستثمر في هذه الازمة وتحصل على بعض المكاسب في الشمال السوري، او ان تذهب الى المواجهة العسكرية الخيار الثاني للجيش السوري الماضي في عملياته العسكرية لبسط السيادة السورية على كامل اراضيه وهذا يستوجب الصدام مع الجيش التركي ان اصر على بقائه في الاراضي السورية لكن تكلفة هذا الصدام ستكون كبيرة للطرفين ومن غير المتوقع ان تذهب الامور نحو الهاوية وان اعلنت انقرة انها تضع خطوط حمر في ادلب لكنها تعلم علم اليقين ان سوريا ومعها محور المقاومة لا يعترفون بشئ اسمه خط احمر عندما يتعلق الامر بالسيادة السورية لذلك على تركيا ان تدرك هذه الحقيقة فقد سبق لاميركا والكيان الصهيوني ان وضعا خطط حمر في الجنوب السوري والجولان واعتبرا وصول الجيش السوري الى الحدود مع الاردن والجولان امرا مستحيلا لكن ما ترجم على الارض اثبت عكس ذلك.

القرار الاستراتيجي السوري بعودة آخر شبر تسيطر عليه المجموعات المسلحة والارهابية للسيادة السورية قرار حاسم لا رجعة عنه وهنا يكمن في دور الاطراف الضامنة لحل الازمة السورية سلميا كروسيا وايران وحتى تركيا ان تلعب دورها الاساس في ايجاد حل سلمي لقضية ادلب التي اصبحت اليوم غير مستقرة حيث تتصارع المجموعات المسلحة المتباينة فيما بينها وعمليات الاغتيالات منتشرة هنا وهناك، لذلك تقع المسؤولية الكبرى على الدول الضامنة وتتحمل مسؤوليتها لايجاد مخرج مشرف لازمة ادلب وتجنب اهلها ويلات الحرب والا فان خيار الصدام سيبقى سيد الموقف ولا يخدم احدا.