kayhan.ir

رمز الخبر: 79045
تأريخ النشر : 2018July16 - 20:46

قمة بلا انجاز


استقبت هلسنكي بالامس قمة بين قطبين كبيرين هي اميركا وروسيا والتي جاءت في ظل ظروف استثنائية جدا اذ ان ترامب قد قبل مكان انعقاد القمة باقتراح من بوتين والتي عدته اوساط انها تعكس صورة من صور الضعف الترامبي الذي اثقلت ظهره سياساته الهوجاء غير المتزنة وقد جاء أقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبيل قمته مع بوتين من أن التوتر في العلاقات بين بلاده وروسيا يعود الى التهور والحماقة الامريكية على مدى سنوات إضافة إلى التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الامريكي إف بي آي بشأن المزاعم حول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 تأكيد لما ذهبنا اليه خاصة وانه اخذ يتلقى الصفعات اينما يلتفت في هذا العالم، فمن جانب موقف الاتحاد الاوروبي ذهابا الى الصين وامتدادا مع دول المنطقة بحيث يمكن القول ان اميركا قد فقدت مصداقيتها وان تاثيرها الاستراتيجي في العالم قد بدأ يأفل وبصورة غير متوقعة للمعالجات الخطأ التي تعتمد على الغطرسة وفرض القوة والتي اصبحت غير مرغوبة ومقبولة لدى مختلف الدول.بحيث لم يتبق له من معين سوى تل ابيب والرياض.

وفي الجانب الاخر فان بوتين يدخل القمة وهو شامخ الرأس بسبب موقفه القوي سواء كان في المنطقة والعالم او في الداخل الروسي والتي تمثل بتأييده الكبير من قبل الشعب الروسي بحصوله على الاغلبية المطلقة في الانتخابات الاخيرة، وبنفس الوقت فان ورقة الارهاب التي كانت الرهان القوي لترامب في تفتيت وتقسيم المنطقة قد احترقت بفضل التعاون الروسي الايراني خاصة في سوريا مما يعكس حالة الاحباط التي سيدخل بها ترامب الى القمة.

والذي لابد من الاشارة اليه فان الدبلوماسية الاميركية الروسية قد اجمعتا بل اتفقتا بالقول من ان هذه القمة سوف لا تخرج باي انجازات مهمة للتفاوت الكبير في التصورات والتناقضات بين مايحمله كل من ترامب وبوتين، بالاضافة الى ما اعلنته بعض الاوساط الاعلامية من ايران ستكون حاضرة في هذه القمة وان الطرف الاميركي سوف يمارس ضغطا على الروس من ان ينزعوا أيديهم من طهران، ولكن المؤشرات تؤكد ان التعاون الروسي الايراني لم يكن مقطعيا او وقتيا او فرضته ظروف قاهرة، بل ومن خلال التجربة فان لايران دور كبير في هزيمة الارهاب سواء كان بالعراق او سوريا ولايمكن لروسيا ان تنسى او تتناسى هذا الدور وان تتخذ موقفا يلغي هذا التعاون الكبير.

واخيرا وكما اوضحه المراقبون ان بوتين يحمل موقف القوي امام موقف ترامب الضعيف بسبب المشاكل التي خلقها لنفسه والتي اطاحت به من كل حدب وصوب مما لن يسمح له ان يفرض شيئا الروس، ولذا ستبقى هذه القمة ضمن اطار البروتوكولات الرسمية ولن تخرج عن أي قرار يمكن ان يكون له التاثير على تغيير المعطيات والاوضاع في المنطقة.