kayhan.ir

رمز الخبر: 78998
تأريخ النشر : 2018July15 - 20:55
مؤكداً على ضرورة وجود شراكة عالمية للقضاء على ظاهرة "داعش"..

خرازي: على المجتمع الدولي الوقوف بوجه طموحات أميركا ومواجهة عقوباتها ضد ايران



* ايران تتمتع بمواهب وكفاءات عالية وسوف تحقق المزيد من النجاح بنهجها المناوئ للتدخل الأميركي

*"داعش" انهارت بفضل التضحيات التي قدمها العراقيون والسوريون والايرانيون واللبنانيون وغيرهم

* طهران وفي كل مرة وثقت باميركا وتفاوضت معها حصلت على نتائج معكوسة وتخلت الاخيرة عن التزاماتها

طهران – كيهان العربي:- وصف الدكتور كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في البلاد، العقوبات الأميركية ضد ايران بالجائرة، وقال: إن على المجتمع الدولي أن يقف بوجه طموحات أميركا ويواجه عقوباتها ضد ايران.

وقال الدكتور خرازي، خلال كلمته امام "مؤتمر السلام العالمي" في جامعة "تشينغهوا" ببكين، انه في فترة ما بعد "داعش"، وفي اتجاه تحقيق المزيد من النجاح في مكافحة الارهاب، من الضروري تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول للقضاء علي هذه الظاهرة المقيتة ومدارس الفكر الضالة والمعادية للاسلام. مضيفاً: يمكن لبلدان المنطقة أن تحارب الارهاب بشكل أفضل من خلال عقد الاجتماعات وإيجاد الحلول وتحديد التحديات.

واعرب عن قلقه إزاء تأثير "داعش" في بعض أجزاء أفغانستان، وقال: من الضروري عقد اجتماعات منتظمة لتبادل المعلومات والتعامل مع هذه الظاهرة المقيتة بين إيران وباكستان والصين وروسيا ودول آسيا الوسطى، والتخطيط لاتخاذ إجراءات منسقة ومشتركة لمكافحتها.

وقال: إذا نظرنا الى النشاطات الإرهابية لهذه المجموعة في أفغانستان، والتي تتزايد، نجد أن أحد الأهداف الرئيسية لداعش وداعميها هو إيران المجاورة و الصين و روسيا وباكستان.

واضاف الدكتور خرازي: بالنظر لستراتيجية الأمن القومي الأميركية والتي تعتبر الصين وروسيا وايران تهديدا لها، فإن توسيع الأنشطة الإرهابية لداعش يجب أن يعتبر مسألة خطيرة.

وصرح، بان "داعش" كانت أقوى وأعنف تنظيم قادر على التوسع في جميع أنحاء المنطقة، بل إنها اجتذب عناصر من 80 دولة، لكن السؤال الأساسي هو ما إذا كانت هذه الجماعات الإرهابية الأصولية، والتي كانت ذات مرة تتمتع بقوة كبيرة، هل اصبحت قوة كبيرة من تلقاء نفسها وقامت باحراق البلدان والمناطق الجغرافية، أو كانت تنفذ اجندات تم تصميمها لأغراض محددة وبدعم من القوي الإقليمية والدولية؟

وقال أنه من أجل الإجابة علي هذا السؤال، كان من الضروري تحديد خلفيات وجذور هذه الجماعات، ومن زودهم بالتبرعات والأسلحة بشكل عشوائي.

وتابع: الحقيقة هي أن الجذور الفكرية لهذه الجماعات المتطرفة التي تدعي السلفية، هي الوهابية، التي تم تأسيسها ونشرها في السعودية، في السنوات الماضية، تم نشر الدعاة الوهابيين في المدارس الدينية في جميع أنحاء العالم لتعريف المسلمين بالأسس الفكرية لهذه المدرسة .

وفي معرض شرحه لتشكيل هذه الجماعات، أشار الى مقابلة مع ولي عهد السعودية 'محمد بن سلمان' مع صحيفة الغارديان، والذي قال أن 'بعد ثورة 1979 في إيران، أراد أناس في دول مختلفة، ومنها السعودية استنساخ الثورة الإيرانية ، ولم نعرف كيف نتعامل معهم، وقد انتشرت المشكلة في جميع أنحاء العالم، وحان الوقت لإنقاذنا من هذه الثورة حسب زعمه.

وأكد وزير الخارجية الاسبق، أن السعودية اتبعت استراتيجية طويلة الأمد لتوظيف الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي وحتى خارج البلدان الاسلامية، وقدمت لهم التدريب في الجامعة الوهابية السلفية في المدينة المنورة.

واشار الى الوضع المضطرب في العراق بعد سقوط "صدام"، والذي أعقبه بداية الربيع العربي والحرب الأهلية في سوريا، أدي الى نمو هذا الفكر الضال بدعم مالي ولوجستي وإعلامي وتدريبي من قبل دول مجلس التعاون، والدعم السياسي للقوي العظمي، رغم ان داعمي الجماعات الإرهابية يدعون التصدي للارهاب بعد ان منيوا بالهزيمة.

وتطرق الى دعم الادارة الاميركية لداعش، وقال إن وزيرة الخارجية الاميركية انذاك هيلاري كلينتون، أعلنت أن اميركا أسست "داعش" في سوريا، ودعمتها أو كما شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن علي دور الدول العربية في الخليج الفارسي بدعم داعش.

واكد الدكتور خرازي أنه على الرغم من هذه الإجراءات الخاطئة، الا إن "داعش" انهارت بفضل التضحيات التي قدمها العراقيون والسوريون والإيرانيون واللبنانيون والمتطوعون الآخرون، لكن هذه المدرسة الفكرية لم تتوقف. وقد بدأت بالانتشار في أماكن أخرى، خاصة أفغانستان وشمال إفريقيا.

وخلال مؤتمر صحفي قال الدكتور خرازي، إن المسؤولين الايرانيين متحدون لمواجهة العقوبات الأميركية وإجراءاتها، ويتوقع من المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الاتفاق النووي، الالتزام بمسؤولياتها في هذا الصدد. مضيفاً: إن مصالح إيران تتطلب من المسؤولين والشعب، الوقوف معاً ضد اطماع واشنطن.

وتحدث عن المواقف الأميركية وبلطجيتها، وقال: الادارة الأمريكية سعت دوماً للعمل ضد إيران، وحاولت تجاهل مصالح الشعب الايراني.

وشدد على أن اميركا لن تعارض إيران فحسب، ولكن أيضا تضع العراقيل التجارية أمام العالم، بما في ذلك الصين، لذا يستلزم تعاون المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضي لمواجهة السياسات الاحادية الجانب لواشنطن.

واضاف خرازي: الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى عكس الضغوط التي فرضتها اميركا، كانت دائما تحاول وبصورة مستقلة وبما لديها من الموارد وبالمشاورات السياسية، احباط الضغوط والعقوبات وبامكانها مواجهة الضغوط الاميركية في ظل دعم البلدان الأخري.

وصرح إن الغرض من أي تفاوض هو كسب الثقة، موضحا إن طهران وفي كل مرة وثقت باميركا وتفاوضت معها، بما في ذلك حول افغانستان والاتفاق النووي، حصلت على نتائج معكوسة، وتخلت أميركا باستمرار عن التزاماتها.

وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران: كيف يمكن الوثوق باميركا، فيما تنتهك الوثيقة الموقعة من حكومتها، وتخلق موجة من عدم الثقة وتتجاهل الاتفاقيات الدولية، ولأسباب عديدة، فإن الشعب الإيراني لا يثق بالولايات المتحدة .

وقال إن إيران هي واحدة من أكثر الدول استقراراً في المنطقة، إن إيران وبما تتمتع به من مواهب وكفاءات عالية، سوف تحقق المزيد من النجاح بنهجها المناوئ للتدخل الأميركي.

وعقد الملتقى العالمي السابع للسلام، يوم السبت بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات من جميع أنحاء العالم.