kayhan.ir

رمز الخبر: 7836
تأريخ النشر : 2014September29 - 21:42

سيدة تفوق الرجال شجاعة

من استمع الى الخطاب الناري والثوري لكريستينا الرئيسة الأرجنتينية امام مجلس الامن الدولي لمناقشة خطر "داعش"، دون ان يعلم من المتحدث وهو يناصر القضايا العربية بهذه الشدة لربما يتصور انه زعيم عربي وثوري بامتياز اخذته الحماسة ليسمع العالم بالمظالم الكبيرة التي جرت على عالمنا العربي والاسلامي نتيجة للسياسات الظالمة والخاطئة التي تنتهجها المنظمات الدولية والدول الغربية وعلى رأسها اميركا، لكنه سرعان ما يصاب بالنكسة من جهة عندما يتواجه مع الحقيقة بان عالمه يفتقد الى شخصية قوية بهذا المستوى الا ما ندر ومن جهة اخرى يشعر بالفخر والامل بان هناك اصواتا حرة عادلة في هذا العالم تدافع عن الحق وقضايا الشعوب.

وما تحدثت به الرئيسة الارجنتينية حول كشفها للنفاق الغربي وفضائحه في قلب المفاهيم وتحريف الحقائق كان اكثر من تفجير قنبلة كما وصفتها وكالات الانباء، انها وضعت النقاط على الحروف عندما ذكرت بالوقائع والوثائق السياسات الازدواجية لهذه المنظمات والقوى الاستكبارية المهيمنة عليها من اجل حفظ مصالحها الاستعمارية بعيدا عن الاخلاقيات والشعارات البراقة التي ترفعها ليل نهار حول الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان والحريات العامة.

وما يسجل لهذه الرئيسة من تقدير واحترام فائق لمواقفها الشجاعة والمبدئية تجاه ايران وحزب الله وسوريا والعراق وغزة وافغانستان هو انها لا تنتمي لعالمنا الاسلامي او العربي بل هي من اميركا اللاتينية التي هي اقرب للغرب من قربها لعالمنا وهذا ما يجب ان يخجل منه اكثر الزعماء العرب والمسلمين الذين يرتمون في احضان القوى الاستكبارية ويخشون طرح مثل هذه القضايا العادلة حفظا على كراسيهم ومستقبلهم.

ومازاد من اهمية حديث الرئيسة الارجنتينية وتأثيره على الرأي العام العالمي هو تهالك القوى المهيمنة عن مجلس الامن وقلقها من انتشار الحقائق لذلك سارعت الى حجب هذا الصوت عبر قطع البث المباشر لخطابها ووقف الترجمة الفورية بذريعة عطل فني وهذا هو الاول من نوعه في تاريخ مجلس الامن، غير ان الكثير من المراقبين ارجأوا ذلك الى عطل ارهابي من النوع الغربي الذي لا يتحمل سماع صوت الحقيقة لانه يكشف الكثير من خفاياه وتناقضاته الصارخة التي تعريه على حقيقته ويهتز لها الضمير العالمي والوجدان البشري.

ان الحجب المتعمد لكلمة رئيسة الارجنتين العضو غير الدائم في مجلس الامن وضعت الغرب والمنظمة الدولية تحت طائلة التساؤل وقفص الاتهام من انهما يدوسان على احدى البنود الاساسية لميثاق الامم المتحدة في ايصال كلمة الشعوب دون نقص او تغيير، وما حدث هو انتهاك صارخ وتعد على حقوق دولة عضوة في مجلس الامن فكيف بالدول الاخرى لذلك يتطلب من جميع الدول الاعضاء في هذه المنظمة وحفاظا على سمعتها ومكانتها ومصداقيتها متابعة هذا الموضوع لعدم تكراره لاحقا.