kayhan.ir

رمز الخبر: 77281
تأريخ النشر : 2018June13 - 20:54

قمة سنغافورة؛ مذكرة تفاهم لا اكثر


اميرحسين

بعد اشهر من الحرب الكلامية المستعرة بين اميركا وكوريا الشمالية وتبادل الاتهامات والاهانات اللاذعة بين ترامب وكيم، تظهر فجأة تبادل الابتسامات لهما على شاشات التلفزة ومن ارض سنغافورة وكأنه لم يكن شيئا مذكورا واذا بهما يجلسان معا نداً بند متناسيا ترامب انه يمثل اكبر قوة في العالم واذا به يجلس الى زعيم دولة يصنفها من دول العالم الثالث وقد قطع آلاف الكيلومترات من اجل ذلك! وهنا تطرح الكثير من التساؤلات والشكوك حول جدوى اميركا الشيطان الاكبر ونواياها الخبيثة من هذا التحرك لترويض كوريا الشمالية واذلالها، لكن خسأت اميركا ان تصل لمآربها الشيطانية وامام كوريا الشمالية تجارب عديدة منها صدام والقذافي والاتفاق النووي مع ايران وما يؤشر لهذا التوجس العلامة الفارقة التي ظهرت بان الزعيم الكوري الشمالي الذي لا يثق بقلم القمة للتوقيع على مذكرة التفاهم طبيعي ان لا يثق بمثل هذه المذكرة التي توصل اليه من خلال تفاهمات مع طرف غير موثوق به ومعروف بنقضه للعهود والاتفاقيات الدولية.

فالتاريخ الاميركي خاصة مع كوريا الشمالية حافل بنكث العهود ورميها في سلة المهملات وقد سبق لهذا الاتفاق ان وقعت كوريا الشمالية اربع اتفاقيات مع اميركا ذهبت ادراج الرياح. وبعد هذه التجربة المريرة ليس من السهولة ان تثق كوريا الشمالية باميركا ورئيسها الاستثنائي ترامب على الارجح وحسب ما يشاع ويشكك به المراقبون من ان ما وقع في سنغافورة مجرد مذكرة تفاهم غامضة لا تسمن ولا تغني من جوع ولم يعرف بعد مفادها الا ما قاله الرئيس ترامب بانه سينفذ الاتفاق دون اي ضمانات تذكر لكنه في نفس الوقت عاد ليقول لربما تغير رأيي بعد ستة اشهر واكون في حل من هذه المذكرة ولم يكتف بذلك بل زاد من صلافته ليقول بقي موضوع آخر هو انتهاك كوريا الشمالية لحقوق الانسان.

اما السؤال الملح والضروري اذن ما الذي دفع بالطرفين لقطع هذه الخطوة مع التباين الكبير في مواقفهما العدائية، بالتاكيد هي حاجة الطرفين لمثل هذا الاتفاق وبالذات الرئيس ترامب الذي يواجهه ازمات داخلية وخارجية ليظهر على الساحة بانه رجل اميركا القوي ليعيد هيبتها ودورها ويبعد شبح الحرب النووية مع كوريا الشمالية وكذلك تحسين صورته السيئة بعد خروجه من الاتفاق النووي مع ايران. واما كوريا الشمالية ارادت متنفسا عسى ان تخرج من دائرة العقوبات والعزلة وتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية واعادة العلاقات لكنها سرعان ما صدمت به تصريحات وزير الخارجية بومبيو بان العقوبات ستطل سارية فعلا.

في ظل هذه الاجواء الضبابية لم تحصل كوريا الشمالية على اية ضمانات الا الكلامية منها ولم يمكن لها ان تثق باميركا لذلك ركزت على تنفيذ الاتفاق خطوة بخطوة وفي آن واحد. ولحد الان لم يستطع اي مراقب ان يقيم من الرابح او الخاسر من هذه الصفقة الفضفاضة التي عين لها سقف يتجاوز العشر سنوات ويومها لم يكن ترامب المذبذب واللامتوازن في البيت الابيض؟