kayhan.ir

رمز الخبر: 77270
تأريخ النشر : 2018June13 - 19:36

واشنطن تتراجع عن معارضتها للهجوم على الحديدة


حذرت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا التحالف الذي تقوده السعودية، والتي توفر له الدعم اللوجستي والاستخباراتي، من الهجوم على الحديدة. لكن في الأيام الأخيرة، يبدو أنها قد غيّرت لهجتها.

كشفت مجلة فورن بوليسي الأميركية أن ثمة مؤشرات على أن الهجوم المتوقع على مدينة الحديدة اليمنية سيكون وشيكاً مشيرة إلى أن واشنطن قد خففت من معارضتها لهذا الهجوم. والآتي ترجمة نص المقال كما جاء في موقع "الميادين":

بينما كل الأنظار متجهة نحو قمة سنغافورة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يستعد التحالف بقيادة السعودية في اليمن لزيادة الصراع بشكل كبير مع شن هجوم على الميناء الرئيسي للحديدة، الشريان الرئيسي للبلاد للطعام والوقود والدواء.

فقد تم إخطار مجموعات الإغاثة العاملة في اليمن خلال عطلة نهاية الأسبوع أن الهجوم المخطط له منذ فترة طويلة صار وشيكاً، وحثوهم على إجلاء الموظفين في غضون أيام. والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قد شارك في دبلوماسية مكوكية محمومة مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في العاصمة اليمنية صنعاء في محاولة لتجنب مواجهة عسكرية.

وصرح الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للصحافيين قبل اجتماع مجلس الأمن قائلاً "إننا في الوقت الحالي في مشاورات مكثفة. "آمل أن يكون من الممكن تجنب معركة الحديدة."

وقد التأم مجلس الأنت التابع للأمم المتحدة الإثنين في جلسىة مغلقة للاستماع إلى تقرير غريفيث ومنسق الأمم المتحدة الإغاثي مارك لوكوك.

وخلال الاجتماع، اقترحت المملكة المتحدة تبني بيان يدعو التحالف إلى "الامتناع عن مهاجمة مدينة وميناء الحديدة"، بحسب دبلوماسي في مجلس الأمن. لكن هذه المبادرة أوقفتها الكويت وهي الحكومة العربية الوحيدة في المجلس وعضو في التحالف الذي تقوده السعودية التي تقاتل في اليمن.

وجاءت المبادرة البريطانية كما قال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية، أليستير بيرت، أمام مجلس العموم أن حكومته قد حضت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي من المتوقع أن تقود العملية العسكرية. وقال: "سنواصل تثبيط أي هجوم على ميناء الحديدة وسوف نواصل استخدام نفوذنا للقيام بذلك."

الحديدة، هي بوابة نحو 70 في المئة من جميع المواد الغذائية والوقود التي تصل إلى اليمن الذي مزقته الحرب، وأصبح هذا الموضوع أساس النزاع في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي أثارت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتوفر الرسوم والضرائب الجمركية المحصلة من ميناء الحديدة إيرادات لقوات الحوثي المدعومة من إيران، بينما يؤكد السعوديون والإماراتيون أن الحوثيين قد حصلوا على أسلحة إيرانية عبر الميناء.

وقد حذرت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا التحالف الذي تقوده السعودية، والتي توفر له الدعم اللوجستي والاستخباراتي، من الهجوم على الحديدة. ولكن في الأيام الأخيرة، يبدو أنها قد غيّرت لهجتها.

في جلسة استماع ساخنة لمجلس الشيوخ في نيسان - أبريل الماضي، قال مبعوث وزارة الخارجية الأعلى للشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، إن الإدارة الأميركية قد حذرت الإمارات والسعودية من شن هجوم على الميناء وتهديد خطر تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً. وقال ساترفيلد: "لا نرى مثل هذا العمل يتلاءم مع سياستنا الخاصة التي على أساسها يستند دعمنا لكم".

وقد أكدت الإدارة مجدداً تلك التحذيرات ضد الهجوم على الميناء في الأسبوع الأخير. لكن يبدو أن هذه التحذيرات تلقى آذاناً صماء، من الإماراتيين وحلفائهم المحليين اليمنيين الذين يتمركززون على بعد أميال من الميناء الرئيسي. وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يساعد ترامب في سنغافورة في التحضير لقمة مع كيم جونغ أون، يبدو مستسلماً أمام تقدم العمل العسكري، مظهراً ما تطلق عليه مجموعة الأزمات الدولية "ضوءاً أصفر" يسمح لقوات التحالف بالمضي قدمًا في العملية المثيرة للجدل.

وقال بومبيو في بيان يوم الاثنين إنه تحدث إلى القادة الإماراتيين وأوضح لهم "رغبتنا في معالجة مخاوفهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة". ودعا أيضاً جميع الأطراف إلى العمل مع الأمم المتحدة على حل سياسي للصراع المستمر منذ ثلاث سنوات - وهو هدف يمكن أن يتعرض للخطر بسبب الهجوم الوشيك.

رد فعل رد فعل إدارة ترامب أزعج مسؤولين أميركيين سابقين ومجموعات الإغاثة التي تخشى أن المدنيين المضطهدين في جميع أنحاء اليمن سيدفعون ثمن القتال المديني الدموي وتعطيل الإمدادات الإنسانية.

وقال سكوت بول، وهو خبير شؤون اليمن في منظمة "أوكسفام أميركا" للمساعدات: "الشيء الوحيد الذي سيحدث فرقاً هو تحذير بعدم شن الهجوم مع عواقب واضحة". وعلى النقيض من ذلك، فإن رد الفعل الأميركي الفاتر، كما يقول، يجعل الولايات المتحدة مسؤولة عما يحدث.

وقال ستيفن سيشي، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في اليمن بين عامي 2007 و2010، إن تصريح بومبيو "فاتر جداً. لهذه الأنواع من العبارات، ما لا تقوله هو أهم مما تقوله؟ لم يذكر [بومبيو] أي شيء عن أعلام حمراء أو مخاطر من أي هجوم على الحديدة. من خلال عدم ذكره ذلك، فإنه يشير إلى أن هناك تراجعاً في معارضة الولايات المتحدة للهجوم".

وزارة الخارجية الأميركية رفضت التعليق أكثر على المخاوف من مسألة تفاقم الأزمة الإنسانية.

يسلّط الرد المعتدل في الولايات المتحدة الضوء على الوضع الصعب الذي تواجهه إدارة ترامب في اليمن والمنطقة ككل. تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات عسكرية في اليمن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتعتبر البلاد ساحة معركة رئيسية لنفوذ إيران المتنامي في شبه الجزيرة العربية. كما توفر واشنطن الدعم للسعوديين والإماراتيين للقتال ضد المتمردين المدعومين من إيران، بينما تدفع الائتلاف إلى حل سياسي للأزمة.

وتحتاج إدارة ترامب إلى إبقاء السعودية والإمارات على متنها لسياستها الأوسع المتمثلة في صد النفوذ الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة الآن بعد أن انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني وهو ما يضع مزيداً من الضغط الاقتصادي على طهران. وهذا يضيف فسحة أكبر للسعوديين والإماراتيين في اليمن.

وقال سيشي، السفير السابق، "إننا نشعر برجاحة العقل بترك السعوديين والإماراتيين تنفيذ حربهم في اليمن من دون إشرافنا على كيفية قيامهم بذلك".

وبينما كان المسؤولون العسكريون الأميركيون يصرخون بقوة في تحذير قوات التحالف من الهجوم، فإنهم كانوا يكرهون استخدام ما لديهم من نفوذ – مثل التهديد بالتوقف عن تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو أو تقديم المعلومات الاستخبارية، على سبيل المثال، لأن واشنطن قد تكون لديها قدرة أقل على رسم كيف يخوض السعوديون والإماراتيون الحرب، قال دالتون.

العالم