kayhan.ir

رمز الخبر: 75962
تأريخ النشر : 2018May16 - 20:53

مسيرات العودة ستزلزل تل أبيب


مهدي منصوري

لايمكن ان تذهب دماء الشهداء الفلسطينيين التي تراق على ايدي المجرمين الصهاينة من دون عقاب، ولابد لهذه الدماء من ان تزلزل يوما تل أبيب من الداخل وبصورة لم ولن يتوقعها حتى الصهاينة انفسهم، وقد برز ذلك الخوف وبوضوح على لسان وزير جيش الاحتلال الصهيوني أفيغدور ليبرمان عند زيارته إلى حدود قطاع غزة وعقده لقاءً أمنيا لتقييم الوضع بحضور رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت وقائد المنطقة الجنوبية إيال زامير وشخصيات عسكرية أخرى مهاجما المعارضة التي ادانت تصرفات جيشه اللاانسانية بالقول : "أنصحهم بأن يفكروا ماذا كان سيحدث لو تمكن المتظاهرون من اقتحام السياج ودخلوا لإحدى المستوطنات وفعلوا بالمستوطنين كما فعلوا بالجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم"، وتابع "ليس من الصعب تخيل ما يمكن أن يحدث داخل المجتمع الإسرائيلي"، وقد بدت بوادر هذا الزلزال بالامس عندما خرجت التظاهرات امام الكنيست الصهيوني في تل ابيب تطالب ايقاف نزيف الدم الفلسطيني بالاضافة الى الاحتجاجات التي انطلقت في اميركا من قبل اليهود الذين اعلنوا استنكارهم وغضبهم لما يقوم به نتنياهو مطالبين بازاحته عن السلطة لانه سيذهب باسرائيل الى الدمار فيما اذا استمر بهذا الاسلوب القمعي الهمجي، ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل نجد ان ردود الفعل العالمية التي اتخذت اشكالا مختلفة واهمها طرد السفراء الصهاينة من بعض البلدان واستدعاء بعضهم وتقديم الشكاوى عند بعض المحاكم ضد نتنياهو وعصابته على الاسلوب المفرط في استخدام القوة ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل والتي وصلت فيه الى العشرات من الشهداء والاف من المصابين، ووصل الامر اخيرا الى مفوضية حقوق الانسان للامم المتحدة التي استنكرت الجرائم المميتة للفلسطينيين مطالبة بايقاف هذا الاسلوب العنصري الذي لا يرعوي في ازهاق الارواح وبصورة لا انسانية.

اذن فان استمرار مسيرة العودة والتي ستكون في اوج عظمتها غدا الجمعة والتي ستكون مليونية ستضع فادة الكيان الغاصب امام المجهر الذي يكشف وحشية اسلوبهم في التعامل مع هذه التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تطالب باستعادة حقوقها المستلبة مع رفضها للاجراءات الاميركية الاجرامية التي تريد ان تعيد مأساة النكبة من جديد ولكن باسلوب آخر، ولكن الاصرار الشعبي الفلسطيني والدعم الشعبي العالمي لهم ستدفعهم الى الاستمرار والصمود حتى تحقيق الاهداف المرسومة مهما كانت التضحيات لان الدماء الزاكية التي اريقت في هذا الطريق لايمكن ان تكون ماء في يوم من الايام ولابد ان يأتي اليوم الذي تنتصر هذه الدماء على جلاديها وانه ليس ببعيد.