kayhan.ir

رمز الخبر: 74652
تأريخ النشر : 2018April22 - 21:05
محذرة العدو الصهيوني من مغبة مواصلة اعتداءاته العسكرية على سوريا..

طهران: نرفض اي اتفاقاً جانبياً بين أوروبا وأميركا حول الاتفاق النووي

طهران - كيهان العربي:- حذّر وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، العدو الصهيوني من مغبة مواصلة اعتداءاته العسكرية على سوريا، كما طالب أميركا بأن تنهي بسرعة انتشار قواتها فهذا أفضل للمنطقة ولها أيضا.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "سي.بي.اس" الاميركية، شرح الوزير ظريف سياسة الجمهورية الاسلامية في ايران إزاء مختلف القضايا بما فيها الاتفاق النووي والأزمة السورية والوضع في اليمن ومواقف الكيان الصهيوني تجاه سوريا.

وحول موقف الرئيس الاميركي ضد الاتفاق النووي ورد فعل طهران إزاء انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق، قال الوزير ظريف: خياراتنا لن تكون مريحة لواشنطن اذا انسحبت من الاتفاق النووي. واضاف: خلال الأشهر الـ15 منذ توليه الرئاسة، لم يكن ترامب ملتزما بالاتفاق النووي. فهو وإدارته لم يتركوا اجراءا الا وبادروا اليه ليتأكدوا من عدم انتفاع ايران من المزايا الاقتصادية للاتفاق.. واذا قرر الرئيس ترامب رسميا الانسحاب من الاتفاق فعندها سنتخذ القرارات المهيأة لنا داخل الاتفاق وخارجه، ومثلما اعتادت اميركا ان تقوله، فإن جميع الخيارات (بالنسبة لإيران) مطروحة على الطاولة.

وشدد بالقول، لابد من القول ان الانسحاب من الاتفاق النووي سيؤدي الى عزلة أميركا في المجتمع الدولي، والسبب في عدم انسحاب ترامب خلال هذه الأشهر الـ15، رغم عدم تأييده للاتفاق، هو ان الجميع نصحوا إدارته بأن هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا بين ايران وأميركا، فالمجتمع الدولي سيعتبر انسحاب أميركا منه، مؤشرا على أن واشنطن ليست شريكا موثوقا بالنسبة للأسرة الدولية.. ومثلما قلت سابقا فإن أمام إيران العديد من الخيارات، وهي ليست مريحة بالنسبة لأميركا.

واكد قائلا: وإذا بدأت تتبخر مزايا الاتفاق النووي بالنسبة لإيران، فعندئذ لن يكون أي مبرر لبقاء ايران في الاتفاق، لأننا نرفض البقاء في اتفاق من جانب واحد. مشدداً، من المهم ان يعمل الاوروبيون على دفع أميركا إلى الالتزام بالاتفاق النووي لأن ايران ملتزمة به، رافضاً مساعي الحلفاء الاوروبيين لإزالة مخاوف ترامب.

وأضاف :أن ترامب قد صرح بكل وضوح انه يسعى لمنع شركائنا الاقتصاديين من التعامل مع ايران، وهذا انتهاك سافر للاتفاق.. وعلى الدول الاوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق، وبدلا من تلبية المطالب الاضافية الاميركية ان تعمل على تعزيز الاتفاق وتدفع أميركا الى الالتزام به.

وتابع وزير الخارجية: لدينا خيارات عديدة، ونحن مستعدون لها.. بما فيها استئناف نشاطاتنا النووية بسرعة أكبر.. وكل هذه الخيارات مدرجة ضمن الاتفاق.. وسنتخذ القرار الضروري في أي زمان نراه مناسبا.. ومن المعلوم ان سائر دول العالم لا يمكنها ان تطالبنا بتنفيذ اتفاق من جانب واحد.. الاتفاق الذي تم نقضه لحد الآن مرارا من قبل أميركا.

وردا على سؤال بشأن اقتراح ترامب للقاء مع الرئيس روحاني في الامم المتحدة، أوضح ظريف ان هذا الاقتراح طرحه الاميركان تزامنا مع خطاب ترامب المسيء لإيران في الجمعية العامة للامم المتحدة، ومن وجهة نظرنا فإن الشرط اللازم لأي لقاء ثنائي هو الاحترام المتبادل، فإذا لم يكن الرئيس الاميركي مستعدا في هذا المجال وغير مستعد لإبداء الاحترام المتبادل، فإن هكذا لقاء لن يؤدي الى نتائج ايجابية...

وفي تعليقه على تصريح ترامب قبيل العدوان الثلاثي على سوريا، والذي خاطب فيه ايران وروسيا قائلا: أي شعب وأي دولة سترغب بالعلاقة مع مرتكب للإبادة الجماعية للرجال والنساء والأطفال؟، قال ظريف: دعني أقول لترامب أولا: اي بلد وشعب يوفر الطائرات لقصف الأطفال اليمنيين؟ ان اميركا ليست فقط وفرت الاسلحة لهم، بل شاركت في إجراءات تنطوي على جرائم حرب حسب ما افاد وزير الحرب الاميركي.

وبشأن الاسلحة الكيمياوية التي اتخذتها اميركا وحلفاؤها ذريعة للعدوان على سوريا، قال الوزير ظريف: ان الجمهورية الاسلامية في ايران هي ذاتها ضحية لهذا النوع من الاسلحة، وفيما يتحدث الآخرون عن خطوط حمراء بهذا الشأن، الا اننا نعلم ان لا خطوط حمراء لديهم، وانما هي مجرد ألاعيب سياسية.

وأشار الى ان ايران كانت ضحية للسلاح الكيمياوية خلال الحرب المفروظة (في ثمانينات القرن الماضي) والآن الجميع يعلم ان اميركا التزمت الصمت تجاه ذلك، بل كانت داعمة له، مؤكدا انه يجب اجراء تحقيق دولي محايد بشأن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، فأميركا والدول الاخرى غير مسموح لها بالعمل خلافا للقوانين الدولية.

وبيّن وزير الخارجية، اننا مستاؤون من أن نرى استمرار إراقة الدماء في منطقتنا بسبب ان بعض القادة الشباب المتغطرسين في منطقتنا يؤمنون بالنصر العسكري في اليمن.. انما كانوا يعتقدون انهم سيحققون النصر العسكري في اليمن خلال اسبوعين.. وكانوا يعتقدون انهم يمكنهم الاطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال: ان السعودية وشركائها كانوا يتصورون انهم يمكنهم الاطاحة ببشار الاسد خلال ثلاثة اسابيع، في حين اننا دخلنا العام السابع من الصراع والحرب في سوريا، ودخلنا العام الرابع من الحرب والصراع في اليمن.. وبرأيي أنه يجب إنهاء هذه الأوهام.. فلا حل عسكريا للأزمات في منطقتنا، ولابد أن يرضخ الآخرون لمطالب الشعبين السوري واليمني.. والتوصل الى حل سياسي عبر طاولة المحادثات.. وإيران تدعم هكذا حل.. ولقد دعمنا عملية سوتشي وسنواصل العمل في هذا الاطار، الا ان الآخرين يحاولون القضاء على هذه العملية وعرقلتها.. وبرأيي ان الوقت قد حان ليعودوا الى رشدهم، وان يتقبلوا الحل السياسي ونتائجه.. ان عليهم ان يتخلوا عن هذا الموضوع بأنهم يمكنهم تغيير الواقع السياسي على الساحة بالاعتماد على أميركا...

واكد وزير الخارجية بان السلطة القضائية الايرانية سلطة مستقلة وفيما لو ارادت واشنطن التفاوض مع طهران حول السجناء فعليها تغيير نهجها.

ونوه الى وجود العديد من الرعايا الايرانيين في السجون الاميركية فضلا عن سيدة انجبت مولودها في احد سجون استراليا، وهي سجينة بسبب طلب من السلطات الاميركية وفق قانونها الجائر بالقاء القبض او استرداد الذين ينتهكون قانون الحظر على ايران حسب مزاعمها.

واضاف، انه على واشنطن التعامل بشان هذه القضية من موقف التعامل مع دولة مستقلة اخرى... المهم هو ان تثبت الحكومة الاميركية انها قادرة على الحضور في مسار محترم.

وفي الرد على سؤال بشان ان واشنطن كانت قد قدمت سابقا ايضا مقترحا لتبادل السجناء قال الوزير ظريف، ان هذا لم يكن مقترحا بل كان مطالبة (بصيغة استعلائية). ينبغي على اميركا ان تتعلم كيف تتعامل مع سائر الشعوب المستقلة، خاصة الدول غير التابعة لاميركا والتي بامكانها من دون ان تتلقى الدعم من اميركا مواصلة حياتها ليس اسبوعين فقط بل 40 عاما.

واضاف: سلطتنا القضائية هي مؤسسة مستقلة.. ونحن ليس بامكاننا ان نؤثر على قراراتها، لكننا نستفيد من نفوذنا في متابعة القضايا الانسانية كالاطمئنان الى تلبية حاجاتهم في مجال الصحة والسلامة وان نرى هل بامكاننا الوصول الى اتفاق انساني.

وحول امكانية الحوار للافراج عن السجناء، قال وزير الخارجية: ليس بامكانكم البدء بحوار مع دولة ما في ظل عدم احترام حكومتها وشعبها وكذلك طرح مزاعم لتغيير حكومتها، لانكم في هذه الحالة لا تتركون الكثير من المجال للحوار الحقيقي.