kayhan.ir

رمز الخبر: 74638
تأريخ النشر : 2018April22 - 21:03

الرياض واللعبة المكشوفة


انشغلت بالامس الكثير من وسائل الاعلام حول الحوادث في الرياض لقربها القصر الملكي، وقد تعددت الروايات والاقوال بحيث لم يستطع المراقب ان يقف عندها، فمن دخول طائرة مسيرة الاجواء المحرمة للقصر والتصدي لها من قبل الجيش، وانتقل الامر بعد ذلك الى مواجهات داخل القصر بين افراد الاسرة الحاكمة، الى نقل بن سلمان في حافلة حمل خارج القصر والذهاب به الى قاعدة عسكرية، واخيرا اعلن الاعلام السعودي من انها محاولة اغتيال تستهدف ولي العهد السعودي، هذا السيناريو الذي لم يعرف اوله من آخره ولم يستطع ان يرسي على مرسى لكي يفهم ما الذي جرى على أرض الواقع.

وبطبيعة الحال فان مثل هذا السيناريو يذكرنا بما يشابهه في بعض البلدان العربية من قبل والتي كان يراد منها تنفيذ مخطط اجرامي ضد ابناء الشعب، وليس بعيدا ذلك لان آخر هذه السيناريوهات هو ما قام به اردوغان من الادعاء بمحاولة انقلاب وتمكن ان يتخلص من خصومه تحت هذه اللافتة.

اذن فلا غرابة لابن سلمان من ان يلجأ الى هذا الاسلوب خاصة وانه غارق في اذنيه بالمشاكل التي تحيط به والتي باتت تؤرقه ولايدري كيف التخلص، فهاهو ترامب يرسل رسائل التهديد لابن سلمان بأن يدفع مبالغ ضخمة وكبيرة اكثر من التي ارهقت الميزانية السعودية وبدعاوى الدفاع عن النظام، وهاهي اليمن المعضلة او في الواقع الورطة الكبرى التي اندفع فيها بن سلمان ولم يدر كيف الخلاص والانفكاك منها، وثالثة الا ثافي التي لم يتوقعها ويتصورها هزيمة الارهاب المدعوم من قبل حكومته في كل من العراق وسوريا وبعض المناطق الاخرى والذي اسقط مافي يده امام ليس ابناء شعبه فحسب، بل كل ابناء المنطقة الذين طالهم الارهاب وازهق ارواح ابنائهم الابرياء بالاضافة الى العديد من المعاقين والتدمير للبنى التحتية.

واللافت في الامر والذي لابد من الاشارة اليه والذي يثير ليس فقط التساؤل بل الاستغراب، هو ان الذي أجج وضخم الحدث في الرياض وللوهلة الاولى هو الاعلام الصهيوني بحيث لم يترك وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية التي يشرف عليها الا وابرز الحدث وبصورة تضعه في دائرة التساؤل.

اذن فان مثل هذه الاساليب القديمة الممجوجة لايمكن ان تنقذ بن سلمان من ورطته التي هو فيها ولن تنفعه في تبييض صورته امام شعبه قبل غيره لان كل الجرائم التي ارتكبت وترتكب تضعه على راس القائمة، فلذا فلم يتبق لديه سوى ان تمتلكه الجرأة والشجاعة وان يقف وقفه رجل لكي يعترف وبكل صراحة وشفافية بما ارتكبته اياديه الاثمة في العراق وسوريا واليمن لكي يخلص من الكابوس الجاثم على صدره وبدأ يضيق الخناق عليه والذي لم أفقده قدرته على التحمل.