kayhan.ir

رمز الخبر: 73515
تأريخ النشر : 2018March18 - 20:53

لندن خسرت اللعبة


كتب المحرر السياسي

يبدو وحسب الشواهد والمؤشرات الموجودة ان لندن التي افتعلت تسمية الجاسوس المزدوج في الرابع من الشهر الحالي هي مجرد ذريعة لا اكثر لتحقيق اكثر مقاصدها الدفينة ضد روسيا التي تنظر اليها اليوم بانها قوة عظمى وفاعلة في الساحة الدولية وهذا ما يؤرقها ويزعجها لذلك اختارت هذا التوقيت اي عشية الانتخابات الرئاسية وبالضبط قبل ثلاثة ايام من اجرائها للتاثير عليها وعلى الرئيس بوتين الذي يحظى اليوم بشعبية كبيرة لقيادته الناجحة لروسيا وكذلك بهدف تشويه سمعة روسيا في الوسط الدولي وممارسة الضغوط عليها خاصة لدورها في سوريا ومناطق اخرى في العالم.

وبعد الحرب الكلامية المتصاعدة بين البلدين شهدنا الحرب الدبلوماسية التي بدأت بطرد لندن لـ 23 دبلوماسيا روسيا من اراضيها، الا ان موسكو سرعان ما ردت بالمثل وزادت على ذلك باغلاق القنصلية البريطانية في بطرسبورغ وطرد المستشارين البريطانيين ايضا. لم يكن هذا الموقف الروسي وحده هو الصادم للندن فما احرج حكومة "تيريزا ماي" ان موسكو حملتها مسؤولية حياة العميل المزدوج الذي سلمته اليها سالما، اضافة الى ما اعلنته لا تمتلك هذه المادة السامة التي ابادتها عام 1990 بحضور خبراء من الامم المتحدة واميركا في ازبكستان.

لكن تيريزا ماي المأزومة اثر افتعال الازمة مع موسكو سرعان ما كشفت عن ضعفها امام موسكو انها ستتشاور مع الحلفاء الغربيين لاتخاذ خطوات لاحقة ضد روسيا.

يبدو ان بريطانيا لازالت اسيرة الماضي وتتصور بانها تملك قوة فاعلة في الساحة الدولية وانها تريد عبر افتعال هذه الازمة تقليم اظافر روسيا التي باتت اليوم بقيادة الرئيس بوتين تمتلك مناعة قوية ومن الصعب على الغرب التاثير عليها. وما افتعلته لندن عشية الانتخابات الرئاسية كان غباء منها وارتد عليها عكسيا. فالشعب الروسي وكأي شعب آخر يلتف حول قيادته بشكل اكبر في وقت الشدة وهذا ما ظهر لحد الساعة من المشاركة الواسعة للشعب الروسي في الانتخابات والفوز الساحق الذي سيخرج به الرئيس بوتين وفقا لاستطلاعات الرأي.

لندن المتضايقة من الدور الروسي في الساحة الدولية والاقليمية لم تخف مكنوناتها وهدفها الاصلي من افتعال هذه الازمة عبر اعلانها بانها ستتجه الى المحافل الدولية والطلب منها للضغط على روسيا بفتح منشآتها النووية امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير ان واشنطن باعتبارها الحليف الاكبر لبريطانيا لم تتاخر عن تسجيل موقفها الداعم للندن عبر مندوبتها في الامم المتحدة "نيكي هيلي" بان على موسكو ان تعلن برنامجها النووي للعالم وهنا تنكشف الحقيقة من الذي ارتكب جريمة اغتيال الجاسوس المزدوج؟ وما هي اهدافه من وراء ذلك؟!