kayhan.ir

رمز الخبر: 73456
تأريخ النشر : 2018March17 - 20:56

ايران المتضرر الاخير من فرط الاتفاق

اذا صح ما سربته وكالة رويترز على انها وثيقة سرية تقدمت بها كل من بريطانيا وفرنسه والمانيا لفرض عقوبات جديدة على ايران بهدف اقناع الرئيس ترامب ليبقى ضمن الاتفاق النووي، هي مجرد مجازفة لا تفكر بنتائجها الوخيمة اضافة الى انها ستكون خطوة تخدش بمصداقية المجتمع الدولي ولايمكن لدول العالم ان تثق مستقبلا بأي اتفاق دولي ناهيك على ان هذه الخطوة ستشكل ضربة سياسية للدول الاوروبية نفسها وهذا ما حمل مساعد الخارجية الاسلامية عراقتشي على هامش اجتماع فيينا تحذير هذه الدول من ان اية خطوة بهذا الاتجاه سترتكب غلطة فادحة سترى نتيجتها المباشرة على الاتفاق النووي، لذلك عليها ان تتحرك بالاتجاه المعاكس لاقناع ترامب الوفاء بتعهدات اميركا لتنفيذ الاتفاق النووي.

ولا يمكننا تجاهل هذه الحقيقة ان مشكلة اميركا وحتى هذه الدول التي تجاري اميركا هي ليست الملف النووي بل مواقف ايران المبدئية من قضايا المنطقة العادلة وشعوبها وهذا هو بيت القصيد ولو كانت الدول الاوروبية الثلاث صادقة في مواقفها في تنفيذ الاتفاق النووي لكان لها موقف فاعل لتنفيذه لا ان تكتفي بالرفض اللفظي بل تتدخل عمليا لدفع اميركا لتطبيق الاتفاق، لكن يبدو ان هذه الدول عاجزة عن ذلك ولا تستطيع مواجهة الضغوط الاميركية وهذا ما يدفعها لمجاراة اميركا الترامبية التي تستجيب وهي معها للمطالب الصهيونية والسعودية في استمرار فرض العقوبات على ايران ومنعها من الاستفادة اقتصاديا من هذا الاتفاق.

لذلك فان الهدف من التحرك الجديد لاميركا هو استمرار العقوبات على ايران لكن بشكل جديد حتى لا يؤخذ عليها بانها تخل بالاتفاق النووي وهذا ما طالبت بها صراحة عندما قالت المطلوب من ايران ليس قضية الصواريخ البالستية فقط بل اعادة النظر في مواقفها من قضايا امنية في المنطقة والاساس في كل ذلك من وجهة النظرة الاميركية حماية امن الكيان الصهيوني. ومهما فعلت اميركا او هذه الدول للتحرك ضد ايران فانها لن تستطيع من الان فصاعدا فرض عقوبات دولية عبر مجلس الامن الدولي بوجود الفيتو الروسي ـ الصيني لذلك بات هذا الامر مستحيلا وانها ستقتصر على عقوبات هي ستتخذها.

لكن لتعلم اميركا ومعها حليفاتها الاوروبيات بانهم مهما هددوا وعربدوا فان ايران ماضية في مواقفها التي لا تتزحزح قيد انملة بانها لا تفاوض ولا تقبل باي تعديل حول اي بند من بنود الاتفاق النووي الذي اصبح خلف ظهورنا، وعلى هذه الاطراف ان تدرك جيدا بان لايران آليات وخيارات اخرى للضغط عليها وحملها على التراجع غير خروجها من الاتفاق النووي ان خرجت اميركا على ذلك واذا لم تصدق هذه الاطراف ما تقوله ايران فعليها ان تدرك ان الوقت لن يسنح لها بِعَض اصابع الندم وستكون هي الخاسرة اولا وليست ايران.