kayhan.ir

رمز الخبر: 71898
تأريخ النشر : 2018February17 - 21:11

ايران والهند .. علاقات متوازنة


الزيارة التي وصفت بالتاريخية والتي يقوم بها الرئيس روحاني الى الهند لمدة ثلاثة ايام اعتبرها "تاريندرا مودي" رئيس الوزراء الهندي زيارة في غاية الاهمية واعتبرها في نفس الوقت فرصة ذهبية للنهوض بمستوى العلاقات المتنامية اساسا بين البلدين. فزيارة الرئيس روحاني تأتي ردا على زيارة "مودي" رئيس الوزراء الهندي لطهران عام 2016 التي شهدت دفعة قوية في مسيرة العلاقات بين البلدين خاصة وانها تعثرت شيئا ما بسبب موقف الهند السلبي تجاه قرارات مجلس الامن الدولي فيما يخص ملف النووي الايراني ارضاء لسياسة واشنطن.

ومع ان ليس للبلدين ايران والهند حدود مشتركة لكنهما يقعان في اقليم واحد ويمتلكان تراثا يعد من اقدم الحضارات وفي نفس الوقت ان علاقاتهما ضاربة جذورها في الزمن الغابر من الايام عندما كان الطريق الحرير فعالا ويبدأ من الصين ثم يمر بالهند وايران وغيرها لذلك لايمكننا تجاهل هذا التاريخ العريق والعلاقات المشتركة التي استمرت لقرون بين بلدين هما صاحبة حضارتين مهمتين ولشدة الدفئ في العلاقات الثقافية والاجتماعية والدينية فضلا عن السياسية كانت اللغة الرسمية السائدة في الهند هي الفارسية في عصر المغولي الاسلامي. وبعيدا عن اية لغة طائفية ولكن للتذكير من ان نسبة معتبرة من مسلمي الهند هم من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام.

لكن لا ننسى ان العلاقات بين البلدين ايام الحرب الباردة شهدت توترا بسبب انتمائهما المختلف لأحدى المعسكرين آن ذاك فالشاه، كان حليفا لاميركا والهند كانت تميل الى الاتحاد السوفيتي وبانتصار الثورة الاسلامية رحبت الهند بالتحول الجديد في ايران وتحسنت العلاقات بين البلدين وقد جرت زيارات متبادلة وفي اعلى المستويات لتعميق العلاقة بين طهران ونيودلهي.

وبما ان لايران والهند كقوتين مؤثرتين وموقعا استراتيجيا وينتميان لحركة عدم الانحياز وتجمعهما العشرات من القواسم المشتركة، لابد ان تكون لهما علاقات متميزة واكبر من حجمها الحالي وكما قال الرئيس روحاني باننا نصبو للوصول الى نقطة من العلاقات الممتازة التي وصلوا اليها اسلافنا.

لذلك نرى ما ركز عليه الرئيس روحاني في العاصمة الهندية ولدى لقائه رئيس الوزراء الهند "نارنيدرا مودى" جاء ليحيي تاريخ الماضي حيث اكد بانه لاقيود على تطوير العلاقات بين البلدين وان طهران ترحب باستثمار الشركات الهندية في ايران. وبما ان للبلدين قدرات وطاقات واسعة فان ذلك يؤهلهما للمزيد من التعاون والتنسيق في تطوير العلاقات الثنائية وان مشروع ميناء تشهابهار وتشييد خط السكك الحديد الذي هو مشروع مشترك يخدمه البلدين وبقية دول المنطقة.

وقد توجت زيارة الرئيس روحاني للهند بالتوقيع على 15 وثيقة للتعاون المشتركة تشمل الكثير من المجالات منها الطاقة والترانزيت والزراعة والتجارة والصيرفة والطب والادوية ومكافحة الارهاب وكذلك في المجال القضائي واسترجاع المجرمين وغيرها من المجالات الاخرى.

ويرى المراقبون ان الزيارة كانت ناجحة ومرضية للطرفين خاصة وان قيادة البلدين عازمتان وراغبتان في تطوير العلاقات وتمتينها بما يليق مكانة البلدين وطاقاتهما الواسعة.