kayhan.ir

رمز الخبر: 71659
تأريخ النشر : 2018February13 - 19:35

ماذا في الدفاع عن لبنان؟


غالب قنديل

ما تزال سورية تواجه حربا وتدخلات مباشرة وبالواسطة تشنها وتشترك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وكل من تركيا والسعودية وقطر والأردن إضافة إلى دول الناتو ولكن سورية تنطلق إلى مرحلة جديدة نتيجة نهوض الدولة الوطنية السورية واستجماع قدراتها القتالية البشرية والعسكرية وبعدما تم تطهير العديد من بؤر الإرهاب المدعوم من تلك الدول.

على الرغم من استمرار الاستنزاف ارتأى الرئيس بشار الأسد ان التوقيت المناسب لردع العربدة الصهيونية قد أزف وبات راهنا بعد سبع سنوات من العدوان المتكررعلى السيادة السورية.

اسرائيل وخططها للهيمنة الإقليمية كانت في صلب مخطط تدمير سورية وتخريب قدراتها الاقتصادية والعسكرية التي شارك فيها ذلك الحلف بقيادة الإدارة الأميركية وحكومات الناتو.

وقد حملت يوميات الحرب الدامية حشدا من الأدلة والبراهين على حجم الدعم الصهيوني لعصابات القاعدة وداعش ودرجة التنسيق الصهيوني السعودي الأردني القطري في استهداف سورية طيلة هذه الأعوام المضرجة بدماء السوريين من المواطنين والجنود الذي استهدفتهم جرائم الإرهاب التكفيري.

الردع السوري الفاصل بإسقاط طائرة حربية صهيونية وإصابة طائرة اخرى جاء في التوقيت مباشرة بعد نجاح الجيش العربي السوري في إسقاط وتدمير صواريخ اطلقتها طائرات العدو نحو اهداف سورية من الأجواء اللبنانية.

المهم في كل ذلك أن الصواريخ المستخدمة في الدفاعات السورية قديمة الطراز وليست من الأجيال المتطورة التي تسلمها الجيش العربي السوري من روسيا مؤخرا مما يعطي اهمية للإرادة وللقدرة الذاتية تفوق اهمية التكنولوجيا في هذا الإنجاز الباهر والمؤسس لتوازنات جديدة.

ما هي الدروس اللبنانية التي يجب استخراجها من الامثولة السورية ؟

اولا إن إبقاء التنسيق المحدود بين الجيشين اللبناني والسوري طي التحركات والاتصالات المتحفظة واستمرار تعليق اتفاقات التعاون الدفاعي بين البلدين هو خطيئة ضارة بالمصالح اللبنانية الدفاعية فالعربدة الصهيونية ضد لبنان لا تقل خطورة عما يستهدف به العدو الشقيقة سورية.

ينبغي كسر الوصاية الأميركية السعودية التي تشدد الحظر على التنسيق اللبناني مع الشقيقة سورية منذ الإفراج عن الرئيس سعد الحريري بكفالة الرئيسين الأميركي والفرنسي.

ثانيا من المخزي ترك الجيش اللبناني رهينة التجهيز الأميركي والفرنسي ولوائحه المصدقة في تل أبيب ولا مبرر لعدم اتخاذ قرار لبناني بالسعي للحصول على شبكة دفاع جوي روسية (لم نتحدث عن العرض الإيراني الذي يصر البعض على فرض إهماله بدوافع كيدية ونتيجة إملاءات معلومة المصدر) او بالتفاهم مع الشقيقة سورية على مد نطاق شبكاتها الدفاعية لتشمل الأجواء اللبنانية.

إن ردع العربدة الصهيونية في سماء لبنان يستكمل منظومة الدفاع والردع التي تقيمها المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ويعزز فاعلية ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

ثالثا لا مبرر للإحجام عن المبادرة في هذا المجال سواء باتجاه موسكو او نحو دمشق بدلا من الخضوع للمحظورات الأميركية الفرنسية السعودية التي تحرم لبنان من مزايا دفاعية نوعية تحقق مستلزمات الدفاع الوطني والحماية للبنان.

رابعا طالما يحظى الملف النفطي باهتمام لبناني شامل هذه الأيام فمن الضرورة بمكان تحصينه بتدابير دفاعية تفرض على الكيان الصهيوني ان يعد للمليون قبل التطاول على حقوق لبنان وسيادته البرية والبحرية والجوية وثمة معلومات صحافية عن برتوكول تعاون دفاعي مع البحرية الروسية قد يكون معروضا على لبنان قبل مباشرة التنقيب ومن المعيب التردد في توقيعه وإبرامه او التلكؤ في السعي إليه بمبادرة لبنانية.