kayhan.ir

رمز الخبر: 68170
تأريخ النشر : 2017December15 - 21:30

هيلي باول 2017 لكن بامتياز


ما ساقته نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة الاميركية من اكاذيب وافتراءات رخيصة ضد طهران من ان الصاروخ الذي استخدمه انصار الله مؤخرا لضرب مطار الرياض كان ايراني المنشأ دون ان تسوق اي دليل او سند يثبت ذلك بل عرضت قطعات صاروخ لم يعرف من اين اتت بذلك. والمدهش في هذا الموضوع الذي كان محل استغراب المراقبين ليس في العالم فحسب بل حتى في واشنطن من ان طرح مثل هذه الامور عادة ما تكون من قبل الجهات المختصة كوزارة الدفاع او وكالة الاستخبارات الاميركية، اما ما الذي جرى خلف الكواليس ان يضطر ترامب والجوقة المحيطة به ان يحول هذه المهمة الحساسة والخطيرة لمندوبة اميركا في الامم المتحدة التي لا تحمل اي صفة امنية او عسكرية للحضور في البنتاغون والتصدي لمثل هذا الموضوع الخطير الذي سبب فضيحة كبيرة لاميركا.

فالقضية لا تخرج ان احد الاحتمالين، الاول: ان ترامب لم يجد بمن يحيط به ان يقتنع بهذا السيناريو المشروخ للاعلان عنه سوى هذه المتمركة من اصل هندي والتي تربطها بعلاقات خاصة بترامب.

الثاني: غياب الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية عن هذا الملف المزيف يدلل على ان هناك بين ادارة ترامب وهاتين الجهتين وحتى وزير الخارجية تيلرسون خلافات حول تبني مثل هذه المسرحيات المزيفة التي تدخل ضمن اطار المصالح الشخصية لترامب وعلاقاته الخاصة بآل سلمان الذين اغدقوا نصف ثرواتهم للادارة الحالية.

وأي كانت الاسباب فما جاءت به هيلي لا يستند الى اين واقع بل ضعيف جدا حسب وصف احد الديمقراطيين ويدلل في نفس الوقت على انها خطوة متسرعة وغبية يغلب عليها الطابع الصبياني وبالتالي تؤكد اميركا مرة اخرى بانها ليست صانعة الارهاب وأم الجرائم والحروب والدمار في العالم فقط، بل انها ماكنة الكذب واخراج السيناريوهات المزيفة والسخيفة التي لم تنطلي على ابسط الناس وما خرجت به هيلي، هو اليوم محل استهزاء وسخرية الشارع الاميركي لان كذبتها لم تدم اكثر من ساعة حيث استندت في ترويجها لهذه الفضيحة المدوية الى تقرير نسبته للامين العام للامم المتحدة وما تمضي الا ساعة واذا بالامم المتحدة تنفي ذلك جملة وتفصيلا، وهذا خلافا لعادتها من التسرع في نفي مثل هذه القضايا التي تنسب اليها في وقت ان خبراءها لم يتوصلوا بعد الى منشأ هذا الصاروخ.

واللافت ان افتراءات هيلي المزيفة ضد ايران ذكرت العالم بافتراءات كولن باول التي ساقها عشية غزو العراق كمبرر لهذه الخطوة الهمجية المنافية للقوانين الدولية وحقوق الشعوب لكن الفارق الكبير بين الاثنين ان باول كان عسكريا وضمن اختصاصه وان كان كاذبا لكن هيلي مدنية وليس لها علاقة بهذا الشأن حتى تحشر نفسها في قضية لا تعنيها وهذا يدلل على مدى فضاحة الموقف الاميركي وضعفه.

لكن ما دفع الرئيس ترامب لهذا التصرف الارعن وغير المدروس بتوجيه اتهامات رخيصة لايران لاتباع الا في سوق النخاسة، هو المأزق الكبير الذي وقع فيه بعد قراره الاحمق باعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، لحرف انظار الرأي العام العالمي الاميركي عن مازقه وسياساته وجرائمه في المنطقة خاصة الاجراء اللاانساني واللامسؤول الاخير تجاه القدس ثالث مقدسات المسلمين حيث سببت هذه الخطوة الحمقاء فضيحة لاميركا التي لم تجد بدا سوى الصمت امامها ودون اية ردة فعل لان ما قامت به كان خطيرا حيث كشف عزلتها تماما ولم يلتحق بها حتى اقرب حلفائها وهم الساسة البريطانيين المعروفين بانهم كلاب اميركا وان اسلافهم هم من زرعوا هذا الكيان الغاصب في المنطقة.

ان التاريخ الاميركي الحديث لم يشهد مثل هذه العزلة الفاضحة والمخزية التي سببها له الرئيس الاميركي ترامب، العجيب في تصرفاته واطواره وهذا ما سيكون له تداعيات كبيرة تفقد فيها اميركا اعتبارها ومصداقيتها وهذا ما لا يمكن ان تتحمله مراكز القرار الاميركي لذلك ربما سنشهد في الايام القادمة تحركات لمعالجة تصرفات الرئيس ترامب ووقفه عند حده.