kayhan.ir

رمز الخبر: 68096
تأريخ النشر : 2017December13 - 21:26

قمة اسطنبول مهزلة لا اكثر


لم يكن الشارع العربي و الاسلامي يعول يوما على الاطلاق على قرارات القمم العربية والاسلامية في التصدي للمؤامرات التي تستهدفه من قبل القوى الاستكبارية التي تقودها اميركا والصهيونية ومن يدور في فلكها من الدول العربية الرجعية التي كانت في الاساس جزءا من هذه المؤامرات ولازالت والجميع يتذكر اللقاء الذي جرى بين الرئيس الاميركي روزفلت والملك عبدالعزيز عام 1945 حيث قدم الاخير فلسطين الذي لا يمتلكها هدية للصهاينة المجرمين والورقة التي كتبها بخط يده المشؤوم موجودة كسند تاريخي يفضح عمالة هذه العائلة التي تواصل هذا النهج التآمري القذر على القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا واحدى العوامل التي شجعت ترامب المتظاهر بالجنون على قراره الجائر والظالم بحق الشعب الفلسطيني والمسلمين جميعا حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، هو هرولة النظام السعودي ومن يخضع له للتطبيع مع العدو الصهيوني واقامة العلاقات معه.

وقمة اسطنبول قمة منظمة التعاون الاسلامي ليست مستثناة من القمم التي اشرنا اليها فهي كما كان متوقعا لم تتخذ اية قرارات مهمة او تخرج بنتائج جدية تحسب لها اميركا او العدو الصهيوني اية حساب وكلما خرجت به هي مجموعة شعارات ومضامين عامة.

والمضحك المبكي ان اقوى ما خرجت به وربما للنكة لارعاب اميركا والصهاينة هو تهديد منظمة التعاون الاسلامي لاميركا فيما اذا لم تتراجع عن قرارها ستلجأ الى الامم المتحدة للبت في الموضوع.

يالها من مهزلة تاريخية ان تجتمع 52 دولة عربية واسلامية ويكون تهديدها الوحيد بالضغط على ترامب للتراجع عن قراره هو رفع شكوى ضد اميركا في الامم المتحدة، فكم سيكون الامر مخيفا لاميركا التي سترتعد فرائصها ما هذا التعويل الافلج فمنذ اغتصاب فلسطين وليومنا هذا ما الذي فعلته المنظمات الدولية لصالح الشعب الفلسطيني او الشعوب الاخرى. ويا للمصيبة ان مثل هؤلاء القادة لم يكونوا يوما بمستوى الحدث والمسؤولية لمعالجة مثل هذا الحدث الكبير، اي بمستوى القدس التي هي ثالث مقدسات المسلمين فمتى سيكونوا بمستوى المسؤولية حتى يطمئن الشارع اليهم.

ان مثل هذه المنظمات الدولية التي تسيطر عليها القوى الاستكبارية كان على طول الخط في خدمة مصالحها ولم تقدم يوما على خطوة تصب لمصلحة الشعوب المضطهدة والمحرومة.

وما كان لافتا قبل انعقاد قمة منظمة التعاون الاسلامي باسطنبول بايام قليلة هو التصريحات النارية والعنيفة للرئيس اردوغان بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الذي تربطه بعلاقات اقتصادية قوية بهذا الكيان اذا لم يتراجع ترامب عن قراره، الا ان احدا في هذه المعمورة لم يأبه بكلام الرئيس اردوغان الذي لا يحمل طابع الجدية او المبدئية، فالرجل معروف بطابعه العاطفي والمتقلب لذلك خرجت القمة دون اية اشارة لطلب الى الدول الاعضاء التي تقيم علاقات مع الدويلة الصهونية بقطع العلاقات معها. وللاسف ان هذه القمة وهذه الدول لم تجرؤ حتى على اتخاذ خطوة بسيطة بتجميد العلاقات مع هذا الكيان الغاصب لذلك نرى الشارع العربي والاسلامي محق في ان لا يعول يوما على مثل القمم التي لا تخرج عن كونها تظاهرة سياسية تؤخذ فيها الصور التذكارية لااكثر.