kayhan.ir

رمز الخبر: 66910
تأريخ النشر : 2017November20 - 21:30

حقا انها سعودية عبرية


عدم مشاركة ستة دول تمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا في الوطن العربي في مؤتمر وزراء الخارجية المنعقد بالقاهرة يظهر مدى هشاشة وضعف هذه الجامعة لان ماتسمى بالجامعة "العبرية" قد خرجت عن مبادئها التي تأسست من اجلها، وبدلا من ان تكون حامية الشعوب اصبحت مستلبة وبصورة مفضوحة، وكما عبرت عنها اوساط اعلامية ان الجامعة اليوم تعتبر شركة مقفلة بادارة السعودية. ومن الطبيعي جدا ان تصب قراراتها ولاكثر من عقدين من الزمن في صالح الانظمة الفاسدة والمتسلطة من دون اعتناء بمطالب حقوق الشعوب، وبنفس الوقت اصبحت ومع سبق الاصرار الناطق الرسمي باسم الكيان الصهيوني اذ انها وبمواقفها اثبتت وبما لا يقبل النقاش انها تقف الى صف الكيان الغاصب وتدعمه لموقفها من قوى المقاومة الباسلة.

وفي نظرة سريعة والتي تثبت رؤيتنا الائقة الذكر ان الجامعة العبرية هي سبب كل الازمات التي عصفت وتعصف بالمنطقة وهي التي كانت السبب الاساس في ايصال الازمة السورية الى ماهي عليه اليوم، اذ تبنت وجهة النظر السعودية الصهيونية القائمة على ازالة الرئيس الاسد من سدة السلطة وبدلا من ان تذهب للغة الحوار فانها اتجهت اتجاها معاكسا لرغبات الشعب السوري بتدويل أزمته، ظنا منهم ان المنظمة الدولية المرتهنة لاميركا تستطيع ان تجد عندها الحل ولكن وبعد فترة تجاوزت الاربع سنوات اتضح ان ما قامت به الجامعة لم يكن مدروسا بللم يكن سوى تنفيذ رغبات مموليها واهمهم السعودية.

وبالامس وفي اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة لم تختلف تصورات ورؤى الجامعة عن سابقاتها، ولذلك فانها خرجت ببيان قد عفى عليه الزمن خاصة وانه لايضيف شيئا جديدا لانه لن يطرح حل للمشاكل التي تعاني منه شعوب المنطقة كالارهاب والاضطهاد والذي يمارسه النظام العربي وبطريقة العصور الوسطى، لذلك جاء البيان في اسلوب تكراري ممل لانه قد وصل الى اسماع الكثيرين من قبل والذي يؤكد على ان هذه الجامعة مرتهنة من السعودية اولا وانها تحمل وجهات نظر الكيان الغاصب وتدافع عنها.

والا فالمعروف ان ايران وحزب الله هما من ألد اعداء الكيان الصهيوني وانهما يحاولان جهد امكانهما لازالة هذا الكيان من الخريطة لانه وكما عبر عنه الامام الراحل الخميني الكبير "رضوان الله عليه" (انها غدة سرطانية ينبغي ان تقتلع من قلب العالم الاسلامي). وكذلك لايمكن لذاكرة الشعوب ان ننسى ان السعودية قد اغدقت الاموال لهذا الكيان الغاصب ودفعته لان يشن هجوما عدوانيا على لبنان لاستهداف حزب الله. الا ان هذا الحلم السعودي قد تبدد على الصمود الرائع للشعب البناني ومقاومته الباسلة التي ارعبت ليس فقط الكيان الصهيوني بل كل الداعمين لها سواء كان الاميركان والغربيين والدول الذيلية في المنطقة من خلال الضربات الصاروخية المتلاحقة التي طالت المدن في الداخل الاسرائيلي بحيث فرضت على هذا الكيان ان ينسحب ومن طرف واحد حاملا معه هزيمته المنكرة لانه لم يقو على الصمود 33 يوما.

اذن فان المجتمعون في الجامعة العبرية السعودية يدركون جيدا ان كلامهم لا يتعدى افواههم وانهم لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا لانهم يحملون في دواخلهم حالة الخوف والجبن، ويدركون ايضا ان حزب الله وايران لم يكونا في يوم ما لقمة سائغة يمكن ان يستمرؤنها في اي وقت كان. ولذلك صدربيانهم الختامي بائسا والذي يعكس الحالة الجبانة والمخزية.

واللافت ايضا ان الذي يدير هذه الجامعة اليوم معروف بصهيونيته منذ ان كان وزيرا لخارجية مبارك اذ نشير الى احدى مواقفه المخزية عندما هدد ابناء المقاومة الفلسطينية بالقول ان "أي فلسطيني يدخل رفح سنقطع قدمه".

فمن الطبيعي وعندما يدير هذا المتصهين الجامعة فلا يمكن ان يدافع عن حقوق الشعوب بل يبقى خادما ذليلا لارادة السعودية وامثالها.

وقد اثبتت الجامعة ضعفها الكبير عندما سئل الصهيوني ابو الغيط عن هل تشن حرب عربية ضد ايران وحزب الله اجاب بالنفي عاكسا مدى الخوف والقلق والعجز الكبير من تمتلك جامعته هذه الجرأة بحيث اجاب مرتبكا على سؤال احد الصحفيين عن العدوان السعودي ضد اليمن والذي يمطر اليمنيين ومنذ ثلاثة سنوات بالاف الصواريخ لم تحرك الجامعة ساكنا. ولما استهدف اليمنيون ودفاعا عن انفسهم الرياض بصاروخ واحد اقيمت الدنيا ولم تقعد وجاء جوابه باهتا ومخزيا هذا ليس من اختصاص هذا الاجتماع وليجيب عنه التحالف المهزوم.

واخيرا فان مثل هذه المؤاتمرات البائسة التي يعقدها الجامعة العبرية السعودية ومنذ زمن طويل لاطائل من تحتها ولن تستطيع ان تغير من المعادلة القائمة اليوم والذي فرضت فيه دول محور المقاومة نفسها على الواقع المعاش، واستطاعت ان تحرك البوصلة بالاتجاه التي تريد، وما الانتصارات على داعش والارهابيين في سوريا والعراق وتطهير هذين البلدين من دنسهما لدليل قاطع ان المقاومة اليوم اصبحت في حالة من القدرة والقوة ليست ترعب دول المنطقة الرجعية بل كل الذين يعادون حرية واستقلال الشعوب.