kayhan.ir

رمز الخبر: 66841
تأريخ النشر : 2017November19 - 21:10

الاستجداء الصهيوني


بدا واضحا للجميع ان محور المقاومة اليوم وبعد الانتصارات الكبيرة على الارهابيين مرتزقة وعملاء الاميركان وبعض مشيخات الخليج الفارسي والكيان الصهيوني قد اصبح حقيقة واقعة يستطيع ان يغير كل المعادلات القائمة وبنفس يخلط الاوراق وبصورة افشل فيها كل المشاريع الاجرامية التي ارادت لهذه المنطقة التمزيق وعدم الاستقرار.

ومن الطبيعي جدا ان قوة وقدرة محور المقاومة وبهذه الصورة قد خلق حالة من الرعب والقلق لدى كل الدول التي عملت وبذلت ما بذلت من اجل ان لا يصل الوضع الى ما هو عليه الان، ولذلك فهي تعمل جهد امكانها ومن ضمن تكتيكات او تخطيطات جديدة لسرق هذه القدرة او على اقل التقادير اضعافها ولذا جاء بالامس دعوة الكيان الصهيوني والتي تعكس صورة من صور الهلع الكبير الذي يعيشه هذه الكيان بدعوة الدول العربية الى التحالف معه من اجل الوقوف بوجه ايران وحزب الله.

ولا يمكن ان نغفل ان التنسيق الصهيوني العربي وعلى اعلى المستويات خاصة مع السعودية والامارات لم يكن خافيا على احد وانه وصل الى حد التنسيق العسكري في بعض الاحيان ولذا فان دعوة الصهاينة هذه قد لاقت حالة من السخرية والاستهزاء لان مشيخات الخليج الفارسي الضعيفة ترى في الكيان الغاصب انه يملك من القدرات العسكرية بحيث يستطيع حمايتها فلماذا يستجديها اليوم لتتحالف معه والتي لاتضيف له شيئا يذكر؟، والمسألة الاساسية التي ينبغي الاشارة اليها ان القوة لا تعتمد على الانضمام او الاتحاد او الاتفاق لاننا وخلال تجربة حديثة وقريبة وجدنا ان "تحالف واشنطن" والذي ضم اكثر من 83 دولة كما يقال قد وصل الى حالة من التفكيك والانهيار بحيث لم يستطع ان يحقق شيئا على الارض، ولن يستطيع ان يعيق تحقيق الانتصارات الكبيرة على داعش والمجموعات الارهابية الاخرى، وبنفس الوقت ان السعودية التي سلكت نفس طريق سيدتها واشنطن وعملت الى تحالف عربي كما تدعي من اجل تحقيق نفس الهدف نجد ان تحالفها اليوم اصبح في خبركان ولم يعد اي وجود على الارض وبقيت وحدها في الميدان.

اذن فان الذي تريده تل ابيب من الدول الرجعية العربية محكوم عليه الفشل، وانه سيلد ميتا قبل ولادته، لان المعطيات على الارض وكما اسلفنا وبعد الانتصارات قد وضع اعداء الشعوب في نفق مظلم لايمكن الخروج منه، وعلى نفس المنوال فلو افترضنا جدلا ان بعض الدول العربية بالاضافة الى السعودية والامارات قد لحقت بهذا المحور المشؤوم فانها لن تستطيع ان تحقق شيئا، لان محور المقاومة قد بلغ حدا من القوة والقدرة وكما اعترف بذلك كل الخبراء الغربيين والصهاينة وغيرهم لايمكن وبسهولة قهره او الانتصار عليه، والدليل ان الكيان الصهيوني قد رفض الطلب السعودي من التورط في حرب بالوكالة ضد حزب الله خوفا من النتيجة المأساوية والكارثية التي سيصل اليها فيما اذا اراد ارتكاب مثل هذه الحماقة.

اذن فان الاستجداء الصهيوني لن يجد من يستجيب له بعد اليوم لان المؤشرات تؤكد ان عهد الحرب بالوكالة قد انتهى مفعوله ولم يعد مجديا.