kayhan.ir

رمز الخبر: 66640
تأريخ النشر : 2017November14 - 21:24

وخسرت الرياض الرهان الصهيوني


اعتادت حكومة بني سعود بالاعتماد على زعزعة اوضاع الدول من خلال الحرب بالوكالة، وقد كانت المجاميع الارهابية المختلفة احدى مصاديقها في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان، واليوم وبعد ان أزف الارهاب والارهابيين على الرحيل وبلا عودة من خلال الضربات القاصمة التي تلقاها على يد القوات العراقية والسورية على الخصوص مما وضع السياسة السعودية في دائرة الافلاس.

ولذلك فانها عمدت الى خلق أزمة جديدة لاشغال شعبها بالدرجة الاولى وشعوب المنطقة عن حجم المجازر التي ارتكبتها بحق هذه الشعوب خاصة وان مأساة الشعب اليمني اليوم تعلن عن نفسها وبوضوح والتي وصل الامر ا لى ان ترتفع اصوات كل المنظمات الانسانية والحقوقية منددة بالاسلوب الهمجي القمعي الذي مارسته الرياض ضد شعب آمن.

ولما كان من حق الشعب اليمني ان يدافع عن نفسه وبالصورة التي يراها مناسبة والتي تدفع عنه الاضرار من خلال الرد الرادع وهو مالم تطيقه السعودية، فلذا اشعلت أزمة جديدة تريد منها ان تضع المنطقة في اتون حرب مدمرة لاأول ولاآخر وبالوكالة ايضا، ولكن الرهان الذي اعتمدت عليه الرياض ومن خلال حسابات خاطئة وغير دقيقة قد كان رهانا خاسرا. وقد حاولت السعودية ومن خلال خلق أزمة الحريري ان تدفع بالكيان الصهيوني لان يشن حربا وبالنيابة عنها ضد حزب الله. الا ان الامر جاء معكوسا وكما قيل فقد انقلب السحر على الساحر اذ جاء الرد الصهيوني صاعقا ومحبطا بل ومخيبا لامال حكام بني سعود وذلك بسبب التجاهل الصهيوني لتصعيدها، بحسب ماذكرته "هاآرتس”، مما جعلها تتفاجأ من رد الفعل الصهيوني الباهت بحيث لم يتطرق وزير الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس، في مقابلة تلفزيونية، إلى عمل عسكري بل قال إنه "يجب تشديد العقوبات على لبنان”، لأن ذلك "سيساعد على تجريد "حزب الله” من سلاحه، وهذا هو الهدف الذي يجب تحقيقه”.

وما زاد طين المملكة بلة، تأكيدات المحلل السياسي في القناة الثانية عشر الإسرائيلية عيران زينغر أن كيانه لن يقدم على حرب بلا مناسبة على الجبهة الشمالية”، معتبراً أن "الدخول فيها لن يكون سهلاً وسيكون باهظ الثمن، وبالتالي فإن تل أبيب ترفض أن تكون وكيلاً للرغبات السعودية، لما في ذلك من مغامرة غير محسوبة العواقب”، على حد قوله.

ولابد من ان نذكر ان الصهاينة يدركون جيدا ان المعركة مع حزب الله لم تكن نزهة لانهم جربوا حظهم العاثر ولم يتمكنوا ان يقاوموا ثلاثة وثلاثين يوما مما دعاهم للتوسل بالامم المتحدة لاتخاذ قرار بايقاف العدوان ومن طرف واحد لان وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي قد وصل الى الانهيار بفعل صواريخ حزب الله التي امطرت اغلب المناطق في العمق الاسرائيلي.

واليوم ومن خلال التقارير التي تنشرها المخابرات الاسرائيلية ووسائل الاعلام الصهيوني وعلى لسان محلليها والتي تبرز حالة الخوف الذي يعيش فيه زعماء الكيان الصهيوني بشأن حرب محتملة مع حزب الله والمقاومة الفلسطينية وقد نشرت القناة 12 العبرية في تقرير لها من ان "ضربة من المقاومة سوف تحدث كارثة لم يسبق لها مثيل"، من جهة اخرى اشارت تقديرات اسرائلية بان حزب الله يمتلك حوالي 230 الف صاروخ موزعة على كل المديات والانواع موجهة الى "اسرائيل" وشددت هذه التقديرات على ان "الحزب سيطلق يوميا حوالي 1500 صاروخ باتجاه العمق الاسرائيلي".

وبهذه الصورة المرعبة التي يعيشها الصهاينة دفعت الجيش الصهيوني وكل المحللين الصهاينة اصدار التحذيرات لنتنياهو بان لايرتكب حماقة ضد حزب الله لانه ستحل بهم كارثة كبيرة لم يستطع الصهاينة تحملها.

وفي نهاية المطاف فان السعوديين وبعد ان خسروا رهائنهم على الارهاب، جاء الرفض الصهيوني ضربة قاصمة ومحطمة لكل الامال التي رسموها في مخيلتهم والذي افقدهم رهانهم الاخير.