kayhan.ir

رمز الخبر: 63906
تأريخ النشر : 2017September24 - 21:54

فرض الامر الواقع سيكون كارثيا


ما كان لافتا بالامس وقلما يحدث في عالم السياسة هو ان يتزامن خطابين لجهات متخاصمة في آن واحد اذا صح ان نطلق ذلك على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، لكن على ما يبدو ان القرار كان نهائيا وقد اتخذ مسبقا وكأنما لايريد اي من الطرفين الاستماع للاخر حتى يحدد موقفه من ذلك وقد نعذرهما على ذلك لان القضية ليست وليدة الساعة وان الطرفين تحدثا بكل شئ خلال الاسابيع الاخيرة ولم تبق امورا غامضة او مطلبا غير معلن فما قاله مسعود بارزاني في حديثه بالامس هو تكرار لما ردده في الفترة الماضية وظهر اليوم بمظهر المصر على الاستفتاء الذي لا رجعة عنه وكانه يغمض عينيه مع سبق الاصرار على تبعات هذا الاستفتاء وتداعياته الخطيرة على الشعب الكردي الذي سيدفع ثمن هذه الاخطاء الجسيمة من جيبه لكن بارزاني وبصفته رجل سياسي قد يلجا الى هذا الدولة او تلك تاركا الشعب الكردي ورائه.

نبرة بارزاني ومضمون حديثه يوم امس اغلق جميع الابواب ولم يبقي اي بصيص امل للتوصل الى حل سياسي بين بغداد واربيل للعودة عن قراره وبالتالي هو المسؤول عن ما سيحدث للساسة الكرد الكبار في بغداد وغيرهم في مختلف مفاصل الدولة العراقية وهي بالطبع لا تفرح احدا بقدر ما تكون خطوات سلبية ومؤلمة لتفكك النسيج العراقي وتمزق صفوفه، ناهيك بان اجواء كردستان قد اغلقت منذ يوم امس من قبل ايران وتركيا وتليها العراق والقادم اشد ايلاما حيث من المتوقع اليوم ان تغلق كافة المنافذ التجارية الحدودية للدول الثلاث مع كردستان فيما لم تكشف بعد عن "الخطوات اللاحقة" التي وعد بها العبادي.

لكن ما افصح عنه خطير وخطير جدا ومن العيار الثقيل حين وصف خطوة الاستفتاء والانفصال هي تشكيل "دولة عنصرية" وتقسيم على اساس قومي مؤكدا ان العراق لكل العراقيين وقد شدد في نفس الوقت ان محاولة التقسيم من شانها تمزيق وحدة العراق والتفريق بين ابنائه على اساس قومي وعرقي وان العراق يرفض الطائفية ولن يتخلى عن مواطنيه الكرد.

وما كان لافتا في تركيز العبادي على قضايا اساسية وبديهية لا يختلف عليها لا العقلاء ولا القانونيين وهي رفض سياسة الامر الواقع التي ينتهجها بارزاني في الاراضي المتنازع عليها او التفرد بقرار يمس وحدة العراق وامنه في الاصرار على اجراء الاستفتاء على ان يلحقه الانفصال من طرف واحد مخالف للدستور والتعايش السلمي كل هذه الامور قضايا مصيرية خطيرة لا يمكن التهاون امامها.

لكن اهم ما نبه اليه السيد العبادي هو تاكيده على استراتيجية ثابتة وخط احمر لا يمكن التغاضي عنه بالمطلق وهو تاكيده ان الدفاع عن كل شبر من الاراضي العراقية كواجب اديناه وسنؤديه. وقد تساؤل بمرارة وشئ من الشبهة بانه مع اقتراب العراق من تحقيق النصر النهائي على داعش واذا به يواجه محاولة تقسيمه لتمزيق وحدة العراق والتفريق بين ابناء الوطن العراقي على اساس عرقي و قومي يعرض الجميع الى المخاطر.

والسؤال الذي يطرح نفسه مع دخولنا ساعة الصفر هل هناك بصيص امل لتدخل العقلاء بهدف منع وقوع الكارثة التي لا احد يتكهن بعواقبها الوخيمة اذا ما حدث الاستفتاء لاسمح الله لكننا املنا كبير بالله سبحانه وتعالى وبالشرفاء من الوسطاء ان يدفعوا بالازمة خلف ظهورهم وكما يقول المثل العراقي "بين الباب والمحراب، يفتح الله الف باب".