kayhan.ir

رمز الخبر: 63305
تأريخ النشر : 2017September13 - 20:04

آل سلمان فوق بحر من الالغام


منذ ايام والنشطاء السعوديون سواء في الداخل او الخارج اخذوا يشعلون حربا كلامية مسعورة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد السياسات الاستبدادية التي ينتهجها محمد بن سلمان وفي مختلف الميادين بعد ان ازاح كل خصومه من ابناء العمومة عن الطريق، وهو اليوم يهيمن على كل مراكز القرار بلا منافس في ظل تكهنات واسعة بانه بات قاب قوسين او ادنى من ازاحة والده عن العرش والتربع عليه، وهذا ما خلق تيارا معارضا في جميع الاوساط السعودية من علماء ونخب ومثقفين وطلبة وسائر طبقات المجتمع الاخرى.

وبعد وصول الملك سلمان الى سدة الحكم اختلفت الاحوال في المملكة جذريا فقد شعر الملك بان امتلاكه لترسانات الاسلحة زادت من حالة انتفاخه على انه القادر على ترتيب اوضاع المنطقة من جديد بصفته الرجل الحاسم الذي سيبدأ بهجوم يسميه بـ"عاصفة الحزم" ويبدأ بالحلقة الاضعف وهي اليمن لترفع بقية دول المنطقة رآية الاستسلام لكنه وبعد ثلاث سنوات الرجل ليس يراوح في مكانه في المنطقة بل خسر كل شيء دون ان يحقق اي مكسب على الارض بل على العكس تماما خسر الكثير من اراضيه وهو اليوم لا يعرف كيف يلملم جراحاته في وقت باتت الازمة تشتد في الداخل وسط تصاعد موجة المعارضة ضد سياسات البلد لدرجة ان الابواق العلمائية المحسوبة على النظام السعودي من امثال سلمان العودة والقرنى وغيرهم طالهم الاعتقال وهذا يدل على ان المملكة مأزومة داخليا وخارجيا وهي احوج ما تكون للامن والاستقرار لكن من شدة خوفها وتخبطها وما تلفها من هواجس كبيرة وكثيرة مضطرة لممارسة القبضة الحديدية التي تكلفها الكثير لمعالجة مشاكلها امنيا بتصور واه وخطير من انها وبقمع الناس وتخويفهم، ستبعد الاخطار عن نفسها وسيستسلم الجميع لبطشتها.

منظمة القسط الحقوقية السعودية التي مقرها لندن اكدت نبأ الاعتقالات دون ان تحدد رقما محددا لها فاضافة الى اعتقال سلمان العودة والقرني والمالكي والعمري هناك ما لا يقل عن ثماني شخصيات بارزة اخرى بينهم اكاديميون وشعراء ومعلقون في التلفزيون، على ان كل هؤلاء هم من صنوف معتقلي الرأي، لكن ما افاد به مصدر امني سعودي لوكالة الابناء السعودية امس الاول الثلاثاء بان "رئاسة امن الدولة تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد انشطة استخباراتية لمجموعة من الاشخاص لصالح جهات خارجية ضد امن المملكة ومصالحها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف اثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية وذهب هذا المصدر السعودي الى ابعد من ذلك ليتهم هؤلاء بانشطة تجسس والاتصال بكيانات خارجية وهذه تهما تصل باصحابها لقطع الرؤوس كما هو دارج في المملكة، في وقت ان ما ذكر من الاسماء خاصة من الطبقة العلمائية هم من ابواق نظام آل سعود ومؤيدوه على الدوام. فالسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجري خلف الكواليس في مملكة القبضة الحديدية؟ انه لامر محير ويستدعي التامل والتوقف عنده كثيرا لانه ليس من المعقول ان يتجرأ هذا النفر القليل من اشهار سيفهم على آل سلمان اذا لم يكن خلفهم امراء اقوياء من داخل الاجنحة المتصارعة على الحكم في العائلة وهذه هي منتهى الخطورة وقد تنفجر الاوضاع في اية لحظة وتتكشف ما يدور من حقائق دامغة داخل المملكة خاصة وان ولي العهد محمد بن سلمان وهو الملك الفعلى اصدر مرسوما يمنع بموجبه كافة الامراء من السفر الى الخارج وهذا ينم عن تخوفه وحذره الشديدين من تحركات هؤلاء الامراء خارج البلد.

واذا ما تعمقنا في الاوضاع الداخلية السعودية خاصة بعد هزائمها المنكرة في مختلف الساحات العربية، فانها يشوبها اليوم الكثير من الضبابية وهي على مختلف طرق مجهولة يصعب التكهن بها وهي مفتوحة على اسوء الاحتمالات وكأن آل سلمان يسيرون فوق البحر من الالغام.