kayhan.ir

رمز الخبر: 6184
تأريخ النشر : 2014August31 - 23:10

آمرلي .. بوابة هزيمة داعش في العراق

في الكثير من الاحيان يصدف ان احداثا او رجالا او مناطق لم تكن في الحسبان او الواجهة واذا بها تدخل التاريخ ومن اوسع ابوابه اثر تطور لافت جدا تحطم فيه الرقم القياسي وتسجل لنفسها هذا السبق لتتفاخر به اجيالها القادمة واجيال من يرتبط بها.. فآمرلي احدى المناطق ا لنائية التابعة لقضاء طوزخرماتو العراقي دخلت التاريخ لانها صنعت النصر بصمود ابنائها الغيارى لما يقارب الثمانين يوما وبامكاناتهم البسيطة وهم محاصرون من اربع جهات من قبل اشرس قوة متوحشة في العالم وهي "داعش" التي عادة ما تحقق انتصاراتها بالرعب والخيانات وهذا هو شعارها الدموي المتوحش والجبان الا انها هزمت على تخوم هذه القرية التي لابد ان تكون مستقبلا مضربا للامثال في الصمود "آمرلي".

ان صمود "امرلي" المثالي طيلة فترة ثمانين يوما حفز العراقيين على التحرك واثار فيهم روح النخوة والشجاعة ليستبسلوا في الميدان كما هي عادتهم وتاريخهم في ثورة العشرين، فما كان منهم ان ينتفضوا كرجل واحد على داعش في هذه المنطقة ويبيدوهم عن بكرة ابيهم ليكونوا عبرة لن سيكون مصيرهم كذلك في المناطق التي تحرر لاحقا من براثن هذه العصابات المجرمة التي سودت وجه التاريخ والبشرية بابشع صورها.

ان انتصار "آمرلي" الساحق على داعش في هذه المنطقة ما كان ليتحقق لولا فتوى المرجعية الرشيدة بالتعبئة العامة لانقاذ العراق من هذا الخطر المتوحش الذي ترجم على الارض عبر المشاركة الفعالة لقوات الحشد الشعبي الى جانب قوات الجيش ومعها الفصائل الجهادية المعروفة في العراق وهذه اول خطوة عملية ناجحة لملاحقة هؤلاء الارهابيين وكنسهم من المناطق الاخرى التي يتواجدون فيها ورميهم في مزبلة التاريخ.

اليوم ليس امام القيادة العراقية تجربة ناجعة وثرة اكبر من تجربة "آمرلي" لتحرير المناطق الاخرى، فدعم المناطق المغلوبة على امرها بكل وسائل الصمود من الداخل والهجوم المباغت والواسع والمكثف لقوات الحشد الشعبي الى جانب قوات الجيش من الخارج هو اسهل الطرق للانقضاض على الفلول المتوحشة لداعش وارسالها الى جهنم وبئس المصير.

ان تحرير "آمرلي" وتطهير القرى المجاورة من براثن داعش بهذه السرعة المباغتة وكذلك عجز الداعشيين من اقتحام المنطقة لما يقارب الثمانين يوما يعتبر نكسة كبيرة وهزيمة ساحقة ودرسا بليغا لهم بانه خسروا المعركة وان الهزائم ستتوالى عليهم في المناطق الاخرى. وفي المحصلة النهائية يمكن القول ان تحرير آمرلي يعتبر البوابة لهزيمة داعش في العراق انشاء الله.