kayhan.ir

رمز الخبر: 60530
تأريخ النشر : 2017July24 - 21:10

قطر هي من تحاصر الدول الاربع


ليس من السهل او العقلانية ان يتحرك كل من هب ودب ليعرض نفسه وسيطا لحل ازمة ما دون ان يحمل مقومات الوسيط أو الشروط الموضوعية التي يجب ان يتحلى بها ومنها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف المتخاصمة والاهم من ك ذلك ان يكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة وهذا ما ينطبق تماما على الوساطة التي يقوم بها حاليا الرئيس اردوغان في جولته الخليجية زار خلالها السعودية والكويت وهو الان في قطر. والمعروف ان الرئيس اردوغان ندد منذ تفجير الازمة القطرية ومحاصرة الدول الاربع السعودية والامارات والبحرين ومصر لهذا البلد بالحصار ووصفه بغير الانساني. والامر الاخر انه سارع طيلة فترة الازمة التي لم تتجاوز بعد السبعة اسابيع، ارسال ست دفعات من الجنود الاتراك الى القاعدة التركية في قطر والذي وصل عددهم الى عدة الآف مع جلب اسلحتهم الثقيلة بعد ان كان عددهم لا يتجاوز الـ 150 عسكريا قبل الازمة. التصرف التركي يؤكد عمليا انها اصبحت جزءا من المشكلة في مواجهتها للدول الاربع التي تحاصر قطر اضافة الى ان تركيا رفضت شروط هذه الدول لاخراج قاعدتها من قطر لان وجود هذه القاعدة يغيض بشدة السعودية ويعتبرها تطاولا عليها بصفتها الاخ الاكبر لهذه الدول.

وبسبب الاحراج والارتباك الذي وقع فيه اردوغان بارسال هذه القوات الى قطر، خرج بتصريحات متناقضة ومربكة بالقول ان هذه القوات هي لحماية دول مجلس التعاون وانه مستعد لارسال قوات تركية مشابهة الى السعودية التي رفضت العرض ولا ننسى ان نذكر بان السعودية الغت خلال الاشهر الاخيرة صفقة سلاح بقيمة اكثر من ملياري دولار مع تركيا.

والامر الاخر الذي جعل من هذه الوساطة ان تكون مبتورة وغير قادرة على جمع الاطراف هو مقاطعة الرئيس اردوغان للقاهرة وابوظبي المعنيان بهذه الازمة وربما بوتيرة اكبر وهذا ما يعيق اي نجاح للوساطة في هذا المجال وان استبق ذلك الرئيس اردوغان للتخفيف من وطأة فشله بالقول بانه لا يسعى هو لوساطة بل يدعم الوساطة الكويتية.

فالرئيس اردوغان هو ادرى بحاله وموقعه سواءا وضعه المأزوم في الداخل وعزلته الاقليمية والدولية لذلك وجدها فرصة للتحرك لتحسين وجهة تركيا لما تعانيها من ازمات لانه يدرك جيدا ان الذين سبقوه في القيام بدور الوساطة على مستوى اميركا والدول الاوروبية والكويت الذين يتصدرون الموقف ولهم وزنهم وثقلهم الدوليين وملاكاتهم وحتى تسلطهم على هذه الدول، قد فشلوا لانجاح هذه الوساطة فكيف بالرئيس اردوغان!

ولا يختلف اثنان ان الرئيس اردوغان هو رجل المكاسب عندما تشتد الازمات وهذه عادت الاتراك على طول الزمن. لذلك فان تحركه تجاه بعض دول التعاون باسم الوساطة هو لجني المكاسب واستغلال الظروف لتعزيز اقتصاده ولو كان هدفه الوساطة لاقتصر اعضاء وفده المرافق على السياسيين والخبراء. اما لماذا اصطحب شلة من الوزراء ومن مختلف قطاعات الدولة خاصة الاقتصادية والتجارية.


لكن الاهم من كل ذلك وهذا ما شجع الرئيس اردوغان ان ينتهز هذه الفرصة لتستقبله السعودية مرغمة رغم موقفها الكيدي وتعاملها القبيلي مع تركيا هو هزيمتها وفشلها في كل الساحات التي دخلتها وآخرها قطر وبالطبع ليست الاخيرة لشدة غبائها وعدم قرائتها واستشرافها على المستقبل، لذلك شعرت السعودية بشدة الاختناق فاستقبلت اردوغان نتيجة لوضعها المزري والفاشل والتي اضطرت معه التنازل عن شروط الـ 13 والاقتناع بالستة الباقية الا ان خطاب الامير الشبح يتم الذي جاء بنبرة عالية وفي قمة التشدد لم يترك مجالا للدول الاربع التي تحاصر قطر ان تناور سوى الاقلاع نهائيا عن شروطها المرفوضة والقبول بما تطرحه قطر وهو القبول بالحوار وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحافظ على استقلال واحترام سيادة الدول وهذه نقطة ايجابية سجلت لقطر لترفع من رصيدها في الاوساط الدولية وفي المقابل ان تعنت الدول الاربع المحاصرة لقطر في الظاهر والمتشبثة اليوم بقانون القبيلة والغاب لاركاع الشعوب وهي لغة مرفوضة قد وضعت الدوحة في موقع هي من تحاصر هذه الدول لا العكس لان الكرة اصبحت اليوم سائبة في ملعبها.