kayhan.ir

رمز الخبر: 60323
تأريخ النشر : 2017July21 - 20:55

اميركا والعودة الى جادة الصواب


بعد ان عجزت الادارة الحالية برئاسة ترامب ابتزاز ايران لدفعها لنقض الاتفاق النووي واستغلال ذلك لمآربها الدنيئة، لم تجد بدا سوى انها تخوض هذا المضمار بنفسها لانها معجونة على نقض العهود والمواثيق وضرب القوانين والاعراف الدولية عرض الحائط وفرض ارادتها الاحادية على الاخرين، لكنها عندما اصطدمت بالواقع ولم يسايرها اي من دول (5+1) حتى الاوروبيين مما اضطر الرئيس ترامب نفاقا وخداعا ان يعلن قبوله بالاتفاق النووي وللمرة الثانية بعد ان هدد مرات ومرات بتمزيقه ورفضه على انه اسوأ اتفاق في التاريخ الاميركي لكن الامر المستغرب واللامسؤول ان تفرض هذه الادارة بعد 12 ساعة من قبول الرئيس الاميركي بالاتفاق النووي عقوبات جديدة على ايران بذريعة برنامجها الصاروخي الذي هو اساسا خارج الاتفاق النووي كما اكدت ذلك الخارجية الروسية وشددت على ان هذا الاتفاق قد ازال القيود الصاروخية جنبا الى جنب مع عقوبات الامم المتحدة.

لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ذهبت الى ابعد من ذلك بالقول بان الامر لا يتعلق بالبرنامج النووي او الصاروخي فقط بل ان قضايا دعم الارهاب والعداء لاسرائيل ودعم نظام الرئيس الاسد وكذلك مزاعمها بان ايران تهدد دول المنطقة كلها امور يجب ان تعاقب عليها ايران.

هذا التعالي الاميركي الفج الذي هو خارج كل السياقات المتعارف عليها والمنافي لكل القوانين الدولية تجعل اميركا في موقع تختلق الذرائع السخيفة لفرض ارادتها على الاخرين ومنها ان ايران لم تلتزم بروح الاتفاق ومضمونه في وقت ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اصدرت منذ توقيع الاتفاق النووي وليومنا هذا 7 بيانات تؤكد فيه التزام ايران وتنفيذها للاتفاق النووي اضافة الى تأكيدات الامين العام للامم المتحدة المكروه لهذا الالتزام.

التهرب الصريح والمتعمد للولايات المتحدة الاميركية من تنفيذ الاتفاق النووي الذي هواتفاق دولي وليس ثنائي امر مغاير للالتزامات الدولية وتجعلها في موقع الدولة غير المسؤولة وغير الملتزمة بالمعاهدات الدولية وهذا ما يضاعف من مسؤوليات الدول خاصة الاعضاء في (5+1) وكذلك المنظمات الدولية والحقوقية بالذات افهام هذه الدولة المنفلتة والمنتهكة للمعاهدات بمسوؤليتها والتزاماتها الدولية لان هذا النهج الارعن والعنجهي سيدفع بالعالم الى مزيد من الانفلات والكوارث ان لن نحترم القوانين والمعاهدات الدولية.

لكن على ادارة الرئيس ترامب المتخبطة والمرتبكة نتيجة للهزائم الاميركية المتكررة في اكثر من ساحة عربيةان تدرك جيدا بان ايران ليست كدول العالم الاخرى وهذا ما اثبتته لحد الان في مواقفها بانها دولة لا تساوم ولا تهاون ولن ترضى باقل من حقوقها على كل الصعد واذا ما استمرت اميركا في غيها فان ايران الاسلامية تتقن جيدا كيف تعيد اميركا الى رشدها والى جادة الصواب.