kayhan.ir

رمز الخبر: 60256
تأريخ النشر : 2017July18 - 22:09

ما برح الخيار العسكري أسفل الطاولة


حسين شريعتمداري

1ـ تتزامن الذكرى السنوية للموافقة على قرار مجلس الامن الاممي والمرقم (598) في مثل يوم امس 18 تموز1988، ونهاية الحرب المفروضة على ايران لثمان سنوات. والذين لا يستذكرون تلك الايام او كان لهم من بعيد دور في اشعال الحرب، لهم الحق ان يتصوروا الظروف الحالية صعبة! وحتى متأزمة! ويرضخوا للتحذيرات التي لا اساس لها، من بعض المسؤولين بانه اذا لم نساوم الخصم فسنفاجأ وظلال الحرب على رؤوسنا!

الا انه يكفي ان نستقرئ على عجالة ظروف ايران الاسلامية عند شروع الحرب وتدافع جميع القوى الدولية على بلد ولما يقوم من تراكمات ثورة يافعة لتعبر مفصل تاريخي خطير، حتى نردد مع الامام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) حين قال: "ان اميركا عاجزة عن فعل اي حماقة" الحقيقة التي اشارت لها اسبوعية "ويكلي ستاندارد" الاميركية قبل خمس سنوات، باقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية، حين كتبت: ان رؤساء اميركا بدءا بكارتر والى اوباما، يشتركون مع الامام الخميني في وجهة نظر وهي: ان اميركا عاجزة عن فعل اي حماقة.

2ـ ان الحرب قد فرضت على ايران في ظل ظروف استثنائية فهي حديثة عهد ثورة الاسلامية، فيما ووجهت بعشرات الفصائل الارهابيةـ وحسب تعبير الامام ـ مثل الفطر تنبعث من الارض لتقف بوجه النظام الاسلامي، كما وافشلت الثورة ثلاثة انقلابات، بينما العقوبات تنهمر من كل جانب، فيما المعلومات العسكرية كانت بحوزة قيادات هربت لتكون بخدمة الاعداء، ولم تكن اوكار الاسلحة معلومة المكان، فيما الجيش كان منقسما والحرس الثوري قوة لا تجربة لها في الحرب... وبالتالي تقاطرت جميع الظروف باستثناء، القوى الشعبية المطيعة للامام الراحل(ره)، لتكون معادية لمسار الثورة الاسلامية.

في ظل هكذا ظروف كان "كارتر" محقا حين صرح، بعد ساعات من هجوم العراق، خلال مؤتمر صحفي: "آمل ان يعود المسؤولون الايرانيون لرشدهم"!

كما وكان صدام محقا حين قال بعنجهية في حديث للمراسلين الاجانب في منطقة من بلدنا قد احلتها توا "ساكمل حديثي لاحقا في طهران"!

3ـ ولكن على العكس من رأي البعض اذ بالرغم من اقتدار بلدنا ويدها العليا في المنطقة من لبنان الى فلسطين مرورا بسورية والعراق واليمن و... وتراجع قدرة اميركا مقارنة بتلك الايام، نجدهم يخوفون الشعب من حدوث حرب، على عكس هؤلاء نجد الامام الراحل (ره) يصرح في خطاب اذاعي في 22 سبتمبر 1980، اي في اولى ساعات الحرب، موجه للشعب؛ "على الشعب الايراني ان لا يتصور ان حربا قد بدأت، وتلتبس عليهم الامور، فليس الامر هكذا. فانه لص قد جاء والقى حجرا ثم هرب...واوصي ابناء الشعب الايراني ان يلتفتوا لامور؛ اولا ان يحافظوا على رباطة جأشهم، ومن ثم لا يعيروا اهمية بان امرا ما قد حصل".

4ـ ولم تمض على الحرب الا اشهر حتى اخضعت، مقاومة الشعب الايراني المجاهد والمضحي بدمه وماله، القوى الدولية ـ ومنها دول 5+1 ـ لنتيجة مفادها ان لا حيلة سوى الدخول مباشرة في حرب ضد ايران الاسلامية ليتجاوزوا كل الملاحظات ويدخلوا الساحة علنا. اذ وظفت دبابات شفتن البريطانية، وليئوبارد الالمانية، وصواريخ اكزوز ومقاتلات ميراج وسوبر استاندارد الفرنسية، وطائرات الميغ والسوخوي وصواريخ اسكاد الروسية، والقنابل الكيماوية الالمانية والبريطانية، وصواريخ سايد بايندر وطائرات آواكس الاميركية، والدولارات السعودية والكويتية والاماراتية و... كل ذلك مع خبراء بخدمة صدام، ونحن كما قال سماحة الامام (ره) كنا لوحدنا لم يمدنا سوى الله العظيم والشعب المضحي الذي ملأ ساحات الجهاد، وهداية الامام الكبير.

في تلك الايام خاطب سماحة الامام (ره) البابا متسائلا: "إن كان المسيح (ع) اليوم حاضرا هل سيكون الى جانبنا ام الى جانب اميركا". فكان جواب البابا في الفاتيكان للمبعوث الايراني جملة واحدة: "[ OH JESUS CRIES يا سيدي المسيح"!

الجدير ذكره ان الدكتورجليلي كان قد سأل ممثلي مجموعة 5+1، عند بدء اجتماع بغداد في24 مايو2012 الذي عقد في قصر صدام سابقا"ايها السادة! ما هي الذكرى التي تصادف هذا اليوم"؟ فكان جوابه: "اليوم ذكرى تحرير خرمشهر، فيما عادت حكومة العراق للشعب المظلوم واصدقائنا الستراتيجيين، وجلسنا نتفاوض في قصر صدام... حقا اين هو صدام الآن؟.. في تلك الايام كان العالم في واد وايران الاسلامية بواد آخر، ولم تساوم مستبدي الغرب والشرق وذيولهم الاقليميين، لذا ينبغي ان لا يتوقع احد ونحن في اوج قوتنا اليوم ان نقدم اتاوه لاحد ونستسلم لمطالبهم الغير مشروعة".

5ـ لقد وافقنا قبل 29 عاما على هكذا قرار (598) لا يعني نهاية الحرب وانما انفتحت مجالات اخرى بعد الخوض في الحرب وانما انفتحت مجالات اخرى بعد الخوض في الحرب ومنها الساحة الاقتصادية و...

6 ـ سماحة الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ كان قد اشار في تسمية مكاسب وبركات الحرب لثمان سنوات ان ما سنحصل عليه هو جانب من المكاسب. فالمكاسب التي نشهدها هذه الايام بوضوح؛ "كل يوم كنا نحصل على بركة من بركات الحرب قد سعينا لها في جميع الميادين. فثورتنا قد صدرناها للعالم اثناء الحرب، وقد اثبتنا مظلوميتنا وظلم المتجاوز في الحرب، وامطنا في الحرب اللثام عن الاعيب المستكبرين، وعرفنا العدو من الصديق خلال الحرب، وتوصلنا في الحرب انه ينبغي ان نقف على اقدامنا، وقد حطمنا كبرياء القوتين العظميين الشرقية والغربية، ورسخنا جذور الثورة الاسلامية، واثبتنا لشعوب العالم وخصوصا شعوب المنطقة انه يمكن مواجهة جميع القوى لسنوات متمادية، وحربنا ساعدت افغانستان، وسيتبعها فتح فلسطين، وحربنا جعلت جميع زعماء الانظمة الفاسدة ان يشعروا الذلة امام الاسلام، حربنا استتبعت يقظة باكستان والهند،وفقط في الحرب تمكنا من تطوير تصنيعنا العسكري والاهم من كل ذلك هو استمرار روح الاسلام الثورية في ظل الحرب".

7 ـ في تلك الايام حيث كانت اميركا في اوج قوتها عالميا واقليميا وكان جميع حلفاء اوروبا والمنطقة والتي مرت في اصعب واضعف مراحلها في مواجهة ايران الاسلامية، قد خرجت خائبة من معسكر الحرب،فيما من البديهي وبالنظر لاقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب وافول قدرة اميركا واوروبا وحلفائهم الاقليميين من جانب آخر، ان يكون ادعاء اللجوء الى"الخيار العسكري" نقيمه على مستوى المراوغة والدجل، وحسب "روبرت غيتس" وزير الدفاع الاميركي خلال حكومة بوش واوباما؛ "اذا تطرق احد عن هجوم عسكري على ايران فينبغي ارساله الى مشفى المجانين"، وحسب نيويورك تايمز: "ليس لاميركا قدرة تقدم ولو بمقدار سبابه في الشرق الاوسط عن طريق الخيار العسكري"، وحسب اوباما؛ "ان وسيلتنا الوحيدة في الحضور العسكري في الشرق الاوسط ـ غرب آسيا ـ هي الحرب بالوكالة" و....

فالخيار العسكري وعلى العكس من تلفيقات اميركا، ليس على الطاولة، وانما هو تحت الطاولة وقد علاه التراب، اذ ان الاميركان قد جربوا ذلك مرة خلال الحرب المفروضة حين لجأوا لهذا الخيار وخرجوا من الميدان فاشلين وكانوا في اوج القوة، فيما كانت ايران الاسلامية تمر باحلك الظروف.