kayhan.ir

رمز الخبر: 60123
تأريخ النشر : 2017July16 - 22:34

محور المقاومة جدير بانهاء اي احتلال


ما شهدته الحدود العراقية ـ السورية خلال الايام الاخيرة من انتهاك اميركي فاضح لسيادة دولتين مستقلتين امر يحمل في طياته مخاطر كبيرة قد تفتح الباب للكثير من الدول الاستعمارية الطامعة بان تقوم بذلك متى ما شعرت ان مصالحها تقضي هذه الخطوةوهذا ينذر بسيادة عصر الغاب الذي يضرب القوانين الدولية التي تنظم العلاقات الدولية عرض الحائط وبالتالي يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار العالمي الذي سيضر بالجميع ولا يستفيد احد منه.

ان دخول القوات الاميركية من منطقة كردستان العراق الى سوريا كانت بالتاكيد خلسة ولم تستشر به الحكومة العراقية ولا السورية وهذه نقطة سلبية تؤخذ على رئاسة اقليم كردستان العراق الذي التزم الصمت تجاه هذا الانتهاك الذي هو خارج ارادته ولا قرار له امام القرار الاميركي لكن كان عليه ان يطلع حكومة بغداد لانه قرار سيادي وليس من صلاحياته.

يبدو ان الادارة الاميركية الحالية تشعر بخيبة امل كبيرة خاصة بعد ان اسقط ابناء العراق الغيارى وفي مقدمتهم الحشد الشعبي مشروعها الداعشي واعلان بعض القيادات العراقية بفمها الملأن بانها لن نسمح بوجود قوات اجنبية على الارض العراقية بعد الان، لذلك لم يبق امامها الا ان تناور على الاراضي السورية بذريعة دعمها لجهات كردية وعشائرية لتوجد لها موطئ قدم تستخدمها ورقة للتفاوض مع الجانب الروسي وهذا ما لوح به احد المسؤولين الاميركيين من ان واشنطن تسعى الى توسيع نطاق وقف اطلاق النار على الارض السورية غير الجبهة الجنوبية وهذه اشارة واضحة الى استغلال الموقف في الشمال السوري واستخدامه ورقة للتفاوض مع الجانب الاميركي على غرار ما حصل في الجبهة الجنوبية.

وقد تكهن البعض ان وجهة التعزيزات الاميركية التي دخلت الاراضي السورية بشكل غير شرعي هي الرقة بهدف دعم القوات الكردية التي تخوض منذ اسبوع معارك طاحنة مع داعش في الرقة دون ان يكون هناك اي تغير جوهري على الارض.

لكن اي كانت الاهداف الاميركية فان دخولها الى الارض السورية تعتبر قوات احتلال يجب التعامل معها وفقا لهذه الصيغة التي تقر بها القوانين الدولية، لكن بما ان اولوية الجيش السوري والقوى المتحالفة معها اليوم القضاء على داعش والنصرة واخواتها فان مواجهة الاحتلال الاميركي متروك للمرحلة اللاحقة وبما ان هذه القوات التي ليست بالعدد الكبير متناثرة وتتمركز اليوم في سبع نقاط في الشمال السوري لا يمكن تسميتها بقواعد عسكرية، تستطيع قوات محورالمقاومة التعامل معها بسهولة وبدون شك ان القوات الاميركية تخشى هذه المواجهة وهذا ما ثبت خلال تواجدها في العراق بمئات الالوف من قواتها وهذا ما حذر منه خبراء استراتيجيون اميركيون ومراكز دراسات في الولايات المتحدة بان المواجهة مع محور المقاومة مكلف لاميركا لذلك ليس من الصالح ان تدخل هذه المواجهة.

على اميركا ان تعي خطورة اللعب بهذه الورقة الخاسرة وكما حذرها سفيرها السابق في دمشق بان اللعبة انتهت في سوريا ان تدرك هذه الحقيقة وتنسحب قبل ان تستقبل جثامين جنودها لان محور المقاومة يعني ما يقول وقد ثبتت جدارته مرات ومرات في تصديها لاي احتلال حدث في المنطقة.