kayhan.ir

رمز الخبر: 60090
تأريخ النشر : 2017July16 - 22:29

مسعود بارزاني.. وورطة الاستفتاء


علاء الرضائي

يتداول العراقيون نكتة ظريفة عن الفنان قاسم سلطان الذي غنى لصدام حسين قبيل غزو اميركا للعراق "فوت بيها وعالزلم خليها!" اي امض بها واتركها على عهدة وعاتق الرجال!.. يقول العراقيون لقاسم سلطان: انت من ورط صدام بالمعركة.. فيجيب قاسم: ما كنت اعلم انه سياخذ بنصيحتي!

اعتقد ان وضع السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق المنتهية ولايته مع قضية الاستفتاء لا يختلف عن وضع الرئيس العراقي الاسبق (صدام) مع فارق ان الذي ورطه هذه المرة كان فنانا في السياسة وليس في الغناء!

فهل انتقم جلال طالباني من السيد بارزاني بهذا الشكل.. وعلي اي شئ كان الانتقام ؟

لا اشك ان يصدر ذلك من ثعلب السياسة العراقية (جلال طالباني)، الذي يزور طهران حاليا تحت عنوان العلاج، فان لم يكن منه شخصيا فمن مدرسته السياسية والحزبية، التي تتمثل بالاتحاد الوطني الكوردستاني وحتى التغيير (كوران) رغم ان الاخيرة انشقت عن الاتحاد الوطني!

فالممارسة الاحتكارية للسلطة والاذلال الذي يقوم به السيد بارزاني للقوى الاخرى ومحاولته الدائمة بالايحاء انه صاحب الفضل عليها، والازمات الداخلية، ومع المركز التي افتعلها والتي اصابت اضرارها المواطن الكوردي البسيط وتشبثه واسرته بالسلطة والثروة في إقليم كوردستان.. كل ذلك جعل اعداء السيد بارزاني كثيرون، حتى امتد هذا العداء خارج كوردستان العراق.. الى المناطق الكوردية في تركيا وسوريا التي تواجه قمع وتنكيل وقتل اردوغان الحليف لكاكا مسعود كما يسميه الكورد.

ومع ان المعلومات تفيد بان الذين يدعمون انفصال إقليم كوردستان عن الجسد العراقي لا يتجاوزون اصابع اليد، وهم: السعودية والامارات والاردن والبحرين واسرائيل.. لا ندري كيف بنى السيد بارزاني موقفا خطيرا كهذا على هذه المصادر في الدعم.. فهل كان يتوقع ان أهم لاعبين إقليمين يسيطران على حدود إقليمه الشرقية والشمالية وهما منافذه الى العالم ومصادر مياهه وامداده (ايران وتركيا) سيقفان مكتوفي الايدي ازاء مشروع تقسيمها.. وان بدي لاحقا؟!!

ام ان العراق ـ وان بدي ضعيفا ومنهكا ـ الذي سينزف جراء تقطيع او اصاله، سيسمح لبارزاني بان يقتطع شماله وهو الذي روى شمال وغرب ارضه بدماء خيرة شبابه من اجل استرجاع المناطق التي احتلها داعش المتهم السيد بارزاني بتمرير مؤامرته او محاولة استغلالها لاجنداته على حساب التراب العراقي؟!

ترى هل تجاهل مسعود بارزاني كل تلك الحقائق واعلن موعدا للاستفتاء على الانفصال؟!

اذا كان الجواب بنعم فهذا قمة "الغباء السياسي".. صحيح قد يكون ذلك قرار زعيم قبيلة يملأ صدره الحقد والخنق والغيض، لكنه لا يصدر عن رجل ولد في جمهورية مهاباد (عام 1946) التي اقيمت على كذبة الدعم السوفيتي.. فلماذا كررها وهو في الحادية والسبعين (71) من العمر!!

دائرة المعارضين للاستفتاء في الساحة الكوردية العراقية وداخل الاحزاب الكوردستانية تزداد، والخوف من المصير المجهول الذي يريد السيد بارزاني ان يضعه امام الشعب في شمال العراق ترتفع وتيرته بشكل حاد.. والقوى المتضررة من هذا الانفصال بدأت بخطواتها الرادعة ولن تنتظر تراجع مسعود عن قراره، بل سترغمه على ذلك...

قد تكون حسابات مسعود مغايرة، فهو ان اجرى الاستفتاء وطبق الانفصال سيدخل التاريخ بتحقيقه حلم الكورد في العراق، بل في كل العالم، وستنتهي (حسب ما يصور هو وحزبه) مأساتهم التاريخية، بالضبط كما قام كيان الاحتلال في فلسطين على فلسفة الهولوكوست اليهودي - وعذرا لاهلنا الكورد للمقارنة رغم ان البارتي لا يمثل جميع الكورد كما لا تمثل الصهيونية كل اليهود وان ادعت ذلك - لكنهم هم من يؤكدون دائما على مقولة الآلام!

واذا تنازل وأجلّ - أؤكد أجلّ ـ فان الثمن سيكون المزيد في الميزانية علاوة على المناطق المتنازع عليها والتي سيطر عليها البيشمركة خلال غزوة داعش ودولتها!

وهذا اقرب للمنطق السياسي، لانه قد يكون مدعوما في ذلك من الفصائل الكوردية الاخرى التي ستأخذ حصتها من هذه العلاوة واللقمة المقتطعة من افواه اهل الجنوب!

جميعنا ينتظر 25 أيلول.. فقد تكون هناك مفاجئات كثيرة قبله!