kayhan.ir

رمز الخبر: 57561
تأريخ النشر : 2017May26 - 21:04

الرياض وسياط صوت العقل


في الذكرى السابعة عشرة لانتصار المقاومة الاسلامية في الجنوب اللبناني وهزيمة العدو الصهيوني تحدث قائد المقاومة الاسلامية وامين عام حزب الله السيد نصر الله عن المناسبة وابعادها التاريخية والاستراتيجية لانها شكلت في الاساس المحطة الاولى لانطلاق قطار عصر الانتصارات ونهاية زمن الهزائم، ليوجه سماحته رسائل متعددة ومصيرية لمن يعنيه الامر سواء في المنطقة او خارجها ويحذرهم بشدة من اي تحرك ضد المقاومة او محور المقاومة بالقول "ان حركات المقاومة هي اليوم اقوى من اي زمن مضى على الاطلاق في العدة والعتاد وهذه اشارة واضحة وصريحة للاعداء بان النصر سيكون حليف المقاومة فيما اذا اقدمتم على اية مغامرة لانها غير محسومة النتائج بسبب ان المقاومة اشد عزما واقوى ايمانا ولاتهاب الموت سواء وقع عليها الموت او وقع الموت عليها.

فظهور سيد المقاومة بهذه الثقة العالية بالنفس وباقتدار المقاومة على المواجهة سيردع الاعداء بالتاكيد وسيضعهم في موقف متردد وخائب يفكرون الف مرة قبل ان يقدموا على اية حماقة. ولاشك ان تحذيرات قائد المقاومة جاءت في اللحظة التاريخية المناسبة عقب المؤتمر الاميركي ـ السعودي في الرياض والذي جير باسم المؤتمر الاسلامي ــ الاميركي ليستثمره آل سعود المنغمسين في الارهاب والمروجين له فكرا وعقيدة والممولين له ماديا ولوجستيا، ليعلنوا الحرب على حركات المقاومة الاصيلة تحت راية مزيفة ومشروخة وهو محاربة الارهاب ما هي الا محاولة خائبة وسخيفة لقلب الحقائق في وقت يعلم العالم باجمعه غربا وشرقا بان مملكة الشر والعدوان هي ماكنة تفريخ الارهاب وتصديره الى العالم وان مصطلح الوهابية اليوم هو في الغرب مرادف للارهاب فكيف سيكون في الشرق ومنطقتنا.

لكن ما كان مضحكا وهزيلا وسخيفا للغاية في مؤتمر الرياض ان اللغة التي استخدمها الملك سلمان في نعت ايران بالارهاب هي نفس لغة ترامب ونتنياهو تجاه ايران في وقت يعلم الجميع ان ايران هي المتصدية الاولى لمواجهة الارهاب في المنطقة وساحات العراق وسوريا شاهدة على ذلك ولولاها لكانت داعش اليوم جاثمة على صدور اكثر دول المنطقة. وان هذه الاطراف الثلاثة هي من ترعى وتدعم الارهاب لدرجة ان ترامب اعترف في وقت سابق بان "الموساد" موجود داخل داعش اضافة الى تصريحاته خلال حملاته الانتخابية بان اميركا هي صنيعة داعش.

يبدو ان الطرفين السعودي والاميركي ومعهما الكيان الصهيوني يواجهان ازمة حادة في تورطهما المباشر في توظيف الارهاب وصولا الى اهدافها الخبيثة في المنطقة وفشلهما الذريع في الموضوع لذلك اضطرا لاحقا وكحاجة ملحة لاتهام الاخرين بالارهاب وابعاد هذه الشبهة عنهما من خلال عقد مؤتمر الرياض الاستعراضي الذي دعي اليه عشرات رؤساء الدول العربية والاسلامية ليصفقوا للجانبين دون ان يكون لهم اي دور في اعداد بيان مؤتمر الرياض.

لكن ثمن مؤتمر الرياض كان باهضا وباهضا جدا لنظام آل سعود الذين هدروا ثروات ابناء الجزيرة العربية وقدموا اكثر من 430 الف مليار دولار هبة لاميركا لارضائها والقادم سيكون اكبر وقد يبيعون المملكة برمتها ليبقوا على كرسي الحكم، ناهيك عن بروز فضيحتهم المدوية في التنسيق والتعاون مع العدو الصهيوني الذي كان حتى الامس تحت الطاولة ليجبروا اليوم لتكون فوق الطاولة عملا بالدور الوظيفي الذي يقومون به.

واخيرا ما نصحهم به سيد المقاومة بالتفاوض مع ايران كانت نقطة لافتة وان لم يفد بهم النصح بانكم ستخسرون المواجهة كما خسرتم سابقا وان ايران هي التي ستربح وهذه هي سنة التاريخ لان الحق يعلو ولا يعلى عليه وان الباطل زاهق والى زوال.