kayhan.ir

رمز الخبر: 54605
تأريخ النشر : 2017March15 - 22:54

ليبيا وثورة 17 فبراير بعد ستة أعوام


* أحمد تامر أدهم

انطلقت ثورة 17 فبراير في ليبيا متأثرة بثورات الربيع العربي في تونس ومصر واسقطتا الفرعونين بن علي ومبارك، حيث أنطلقت شرارتها اثر اعتقال محامي ضحايا سجن "بوسليم" فتحي تربل في مدينة بنغازي في 15 فبراير 2011 فخرج أهالي الضحايا لتخليصه، ثم أتسع نطاق الاحتجاجات الشعبية ليعم مختلف مناطق البلاد من زوارة والزاوية غرباً حتى البيضاء ومدن جبل نفوسه الزنتان ويفرن ونالوت والرجبان وأكثر مدن المنطقة الشرقية فكبرت الاحتجاجات وسقط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الامن ومرتزقة القذافي في يوم واحد، لتستمر الأحتجاجات وحرب الشوارع المطالبة بإسقاط صنم ليبيا التي حكمها بقبضته الحديدية لأكثر من 40 سنة بمقتل معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي المعروف بمعمر القذافي في مدينة سرت (مسقط رأسه) في 20 أكتوبر 2011.

أهداف كبيرة وكثيرة كانت وراء إسقاط القذافي، المطالب الشعبية هي القسم الصغير بين الخطط والمشاريع التي رسمها الاستعمار الغربي الذي نزل بكل ثقله العسكري الجوي والبري ووحدات الإغتيال الخاصة التي إغتالت القذافي كي لايفتضح أمرها، بذريعة دعم ثورة الشعب الليبي وإنقاذه من ديكتاتورية العقود الأربعة فيما الحقيقة تدور حول نواياهم بإستحواذ الثروة النفطية الليبية الهائلة، فما كان منهم إلا أن أشعلوا فتيل الصراعات الداخلية بأسماء قبلية وحركات اسلامية ومجموعات وطنية وأنتماءات قذافية واخرى تحريرية والحظ الأوفر لتلك المسنودة أمريكياً وفرنسياً وسعودياً وقطرياً وأماراتياً وبريطانياً، وفق مراقبين .

ستة أعوام والشعب الليبي عاجز عن تأمين أمنه واستقراره ولقمة عيشه، حيث الدمار ينتشر من أقصى بلاده حتى أقصاها، ومراكب الهجرة تختطف أرواح أبنائه الأبرياء الذين يبحثون عن عيش سليم وضمان حياة في شوارع وزنكات المدن الأوروبية تلك الدول التي لها اليد الطولى في الدمار والعبث الأمني على الأراضي الليبية، حيث الدعم اللوجستي والتسليحي والاعلامي والسياسي للعصايات التكفيرية تارة والحكومات اليومية والقوة العسكرية لحفتر وغيره تارة اخرى، وأبن البلد حائر في أمره لا يدري الى أين الملاذ والمفر بعد أن كانت حياته مستقرة وآمنة على أقل تقدير؛ لسبب الفتنة الخبيثة التي زرعها الأشقاء الخليجيون والاستعمار الغربي نحو الإقتتال الداخلي بين صفوف الشعب الليبي الموحد بيافطات قبلية وإنتماءات فكرية.

سقط نظام القذافي في أكتوبر 2011، لتعيش ليبيا مرحلة من السلطة الهشة عبر أكثر من عشر حكومات آخرها حكومة الوفاق الوطني الحالية برئاسة "فائز السراج"، حيث فشلت كلها في السيطرة على الوضع الأمني في البلاد أمام جبروت وإرهاب وطغيان الميليشيات المسلحة المدعومة خليجياً وغربياً عابثة بثروة البلاد، تنهبه كيفما تشاء وتبيعه بثمن بخس للجهات التي ترعاها.

يرى المراقبون أن معاناة الشعب الليبي ترتكز على عدة محاور هي الملف الأمني، والوضع الداخلي، والوضع الإقليمي، والوئام الاجتماعي الأهم من كل تلك نظرا لحالة التفكك والتمزق التي تعاني منها ليبيا طيلة السنوات الماضية، حيث للأستعمار الغربي والتدخل الخليجي اليد الطولى في ذلك- حسب كريستوفر شيفيز العالم السياسي البارز في مؤسسة "راند” الأمريكية ليتساءل: "أين المواطن الليبي من كل هذا؟ وهل حقا صار الناس في ليبيا أفضل حال، كما وعد السادة في حلف الناتو، أم أن الليبيين تعرضوا لخدعة كبيرة وأنهم يعيشون مأساة حقيقية تشبه مأساة العراق، وسوريا، واليمن، والصومال، والبحرين؟"؛ في وقت كان يصبو الليبيون أنه بعد سقوط القذافي ستضحى بلادهم الغنية بالنفط بمنزلة دبي جديدة على أقل تقدير.

* موقع ليبيا المختار