kayhan.ir

رمز الخبر: 54590
تأريخ النشر : 2017March15 - 22:51

الارهابيون والاعتراف بالهزيمة


مهدي منصوري

العمليات الارهابية الاجرامية التي استهدفت المدنيين الابرياء في القصر العدلي وبعض المناطق الاخرى في العاصمة السورية يعكس وبشكل لا يقبل النقاش حالة الهزيمة الكبرى التي وصل اليها ليس فقط الارهابيون، بل حتى الدول الداعمة لهم، وواضح جدا للجميع ان الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا قد بات عاجزا عسكريا عن مواجهة القوات السورية بحيث فقد سيطرته على الكثير من المناطق والمواقع بالاضافة الى مقتل اغلب قياداته واصبح ينهار قبال اي هجوم، فضلا عن انه فشل فشلا مخزيا على المسار الدبلوماسي من خلال عدم قدرته على الحصول على امتيازات تذكر من خلال المحادثات الجاريه في أستانة.

ولذا فقد يكون من الطبيعي جدا وامام هذه الهزائم المنكرة لابد من القيام بعمل جبان وخسيس ما، لكي يقول لداعميه قبل غيرهم ورغم حالة الخناق التي يعيشها انه لازال لديه روح تنبض ونفس يتحرك.

وقد اكد المراقبون في الشأن السوري ان هذه المحاولات البائسة للارهابيين وداعميهم في استهداف المدنيين الابرياء ليس فقط سيفقدهم موقعهم، بل سيدفع بالشعب السوري على تقديم المزيد من الدعم لحكومته من أجل ان تقطع دابرهم اولا، وان لا يكون لهم اي دور في الحياة السياسية مستقبلا لانهم اثبتوا وبفعلهم الشنيع انهم اعداء لهذا الشعب.

ولا نغفل ان مسار المفاوضات التي اخذ دوره الفاعل في الوصول الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية ومن دون مبالاة لوجود ما تدعي المعارضة يشكل انتصارا سياسيا كبيرا يضاف الى الانتصارات على ارض المعركة والمواجهة، ولذلك فان الارهابيين وعندما وجدوا انفسهم قد خسروا كل شئ وعلى جميع المسارات وان مصيرهم بدا معلوما وهو الهزيمة ولاغير، فلم يتبق لديهم سوى القيام بعمليات ايذائية هدفها خلق حالة من الخوف والقلق لدى الشعب السوري.

وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة الى ان نجاح المفاوضات في استانة وتقدم خطواتها في الوصول الى الحل السلمي للازمة السورية شكل ليس فقط هزيمة للارهابيين وداعميهم، بل انه قطع الطريق من امامهم وبصورة نهائية في ان يكون لهم دور في التحولات السياسية القادمة خاصة وان القيام بمثل هذه الجرائم سيساعد في ابعادهم عن هذا المسار، مما يثبت القناعة القائلة بان السوريين الاحرار هم الوحيدون الذين لهم الحق في ادارة شؤونهم من دون املاءات خارجية تريد ان تفرض عليهم حالة لا يرغبون بها.